المركز الكاثوليكي للإعلام – عقدت قبل ظهر اليوم ندوة صحفية في المركز الكاثوليكي للإعلام، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، تحت عنوان “العبادات التقوية 2″، تحدث خلالها مدير المركز الخوري عبده أبو كسم عن “الوصايا العشر” بحسب تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. بحضور سيدات من أخوية الحبل بلا دنس – مار منصور النقاش، وعدد من المهتمين والإعلاميين.
أبو كسم
رحب الخوري عبده أبو كسم بالحضور باسم رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر وقال:
“نتابع اليوم بعض الأفكار التقوية، وساتكلم عن “الوصايا العشر” وعن الندامة والاعتراف بضعفنا وخطايانا”، سنتأمل بفحص ضميرنا، وكإنسان مسيحي فحص الضمير يندرج بإيثار الوصايا العشرة والوصية الجديدة “وصية المحبة” وهي أن “تحبوا بعضكم بعضاً كما أنا أحببتكم”. والكنيسة تنظر للوصايا العشر إنطلاقا من إلتزامنا بوصايا الرب وتعاليم سيدنا يسوع المسيح التي تسير حياتنا نحو الملكوت.”
وقال تقول الوصية الأولى “أنا هو الرب إلهك. لا يكن لك إله غيري.” إننا نؤمن أن الله هو إله السماء والأرض وضابط كل شيء وهو الفادي والمخلص، وتقضي هذه الوصية بأن يحفظ المؤمن ويمارس الفضائل الإلهية الثلاث: الإيمان، الرجاء والمحبة. وعلى المؤمن الإعتراف بقدرة ربنا الخلاصية وبمحبته لنا. فنحن أبناء الحياة ونترجى قيامته. وعلى المؤمن المسيحي عيش فضيلة المحبة، الرحمة، المسامحة، والتواضع ونبذ الكبرياء إما بطريقة فردية من خلال القيام بواجباته المسيحية أو الجماعية وتتجسد من خلال ممارسة أسرار الكنيسة. وأن لا يكون لك إله غيري المال، السلطة والكبرياء.”
الوصية الثانية تقول “لا تحلف باسم الرب إلهك بالباطل”، فالموضوع هنا أساسي ومهم أي لا تكذب وتستعمل اسم الله أداة لخفاء الكذب، ونتذكر كلامه “ليكن كلامكم “نعم نعم لا لا”,
الوصية الثالثة “قدّس يوم الربّ” اعترف يسوع بقداسة السبت وشرح “جعل السبت لأجل الإنسان لا الإنسان لأجل السبت”، وصار الأحد بديلاً من السبت بالنسبة إلى المسيحيين لأنه هو يوم قيامة المسيح، يوم راحة لنتأمل برحمة الرب. والكنيسة تدعونا للمشاركة في القداس الإلهي لنتذكر العمل الخلاصي وهو تجسّد السيد المسيح وصلبه وقيامته من خلال سر القربان المقدّس. ويمكن القيام في هذا النهار بالنشاطات العائلية، والخدمات ذات الفائدة الإجتماعية الكبيرة والإنصراف إلى الأعمال الصالحة الإهتمام بالفقراء والمعوزين والمرضى والمسنين. فمجتمعنا أصبح مجتمع استهلاكي، ونهار الأحد لا نقدّس وهذه خطيئة، والكثير من الناس يأتي مرة واحدة في السنة إلى القداس وهذا غير مسموح.
الوصية الرابعة: “أكرم أباك وأمك” وهي تأمر بإكرام واحترام والدينا والذين خولهم الله السلطة لأجل خيرنا لما قدماه لنا من تعليم طبابة، حياة كريمة، والمثل يقول “كما تُعامل تتعامل”، ودعا الأهل لأن يكونوا المثل الصالح لأولادهم وإرشادهم على محبة القريب والوطن وعلى الطريق الصحيح، وعدم إكرام الأهل هو خطيئة مميتة “أكرم أباك وأمك يطول عمرك”.
الوصية الخامسة “لا تقتل” لأن حياة الإنسان مقدسة والقتل جريمة، عندما تقتل أحداً أنت تتعدى إرادة الله من خلال القتل. ونتهي الوصية عن القتل المباشر وعن عمد، عن الإجهاض، القتل الرحيم، الإنتحار كل ذلك خطيئة كبيرة ومميتة.”
الوصية السادسة “لا تزن” وهي خطيئة ضد الطهارة وتنتج عن ضعف الإنسان وكل واحد معرض لها. أمام شهوة الجسد، إن بالنظر أو بالقول أو بالفعل. نحن مدعوون بأن نبقى متنبهين وعلينا الصلاة لإزاحة هذه الخطيئة عنا كالعلاقات الجنسية خارج إطار الزواج، الإتجار بالبشر، المخدرات وكل ذلك يدخل في إطار الزنى. ودعا إلى احترام مؤسسة الزواج كي لا يدخل عليها أي طارىء ويفسدها معدداً “تعدد الزوجات، المساكنة، الزنى وكلها خطايا ضد الطهارة.”
الوصية السابعة “لا تسرق” تقتضي على كل إنسان مسيحي أن لا يمد يده على ممتلكات غيره. وأعطى مثلاُ “أشخاص يعملوا في وظائف يمدوا يدهم للمال العام، بمعنى لا تمشي أي معاملة بدون رشوة”. وقال نسمع اليوم أننا مقدمين على أزمة اقتصادية، مقدرات البلد ليست ملك أشخاص هذا ملك عام، سمسرات، صفقات، مشاريع كبيرة كلها من جيب الشعب اللبناني ونحن مسوؤلون عنها. فالمال العام يخصنا، يخص أولادنا، يبيع الأهل أرضهم لتعليم أولادهم وهنا لا تتوفر لهم فرص العمل بسبب اليد العاملة الأجنبية فثلاثة أرباع شبابنا بلا عمل، فليجأوا إلى السفر وهذا يفرغ لبنان من الطاقات البشرية، وهذه الوصية موجهة إلى الأشخاص المؤتمنين عليها. مضيفاً أن الربح الغير المشروع خطيئة كبيرة.”
وتجد الكنيسة في هذه الوصية أساس عقيدتها الاجتماعية التي تتضمن الاستقامة في العمل، في المجال الاقتصادي كما في المجال الاجتماعي والسياسي، في الحق في العمل البشري وواجبه، في العدالة والتضامن بين الأمم، أو في محبة الفقراء.
الوصية الثامنة “لا تشهد بالزور” فكل إنسان مدعو إلى الصدق والحقيقة في سلوكه وكلامه “تعرفون الحق والحق يحرركم”. عليك كمؤمن مسيحي قول دائماً الحقيقة”، ليس فقط أن نشهد بقضية، الأخطر هو تزوير الحقائق بواسطة وسائل التواصل الإجتماعي، والتشهير بالآخر فهذه شهادة زور وكما نعلم شبكة التواصل لا من قانون يردعها. وعلى الإعلام في وسائله أن يكون في خدمة الخير العام.”
الوصية التاسعة “لا تشته إمرأة قريبك” هي واضحة أي التغلب على الشهوة الجسدية في الأفكار والرغائب وهي تنبه الإنسان للمحافظة على خصوصية سرّ الزواج. العلاقات خارج إطار الزواج خطيئة، ونحن مدعوون للعمل على ذاتنا، أن ننقي قلوبنا وأفكارنا، وعلينا المحافظة على الحشمة”.
الوصية العاشرة “لا تشته مقتنى غيرك” وهي تنهي عن الطمع والجشع المفرط في ما يعود للآخرين، والحسد الذي يثير الحزن حيال مال الآخرين والرغبة الجامحه في إمتلاكه. الربّ يقسم لكل الناس ارزاقهم، عليناالقناعة بما أعطانا وأن أتمنى الخير لغيري كما أتمناها لنفسي.”