“اللطف والتعزية والقرب والوعد بالمحبة الأبدية….” كلّ هذه العبارات عبّر بها البابا فرنسيس عن غنى الرحمة الإلهية مستقبلاً أكثر من 550 شخصًا من رسل الرحمة آتين من خمس قارات يوم أمس الثلاثاء 10 نيسان 2018 في قاعة ريجيا في القصر الرسولي في الفاتيكان.
ثمّ ثبّتهم في رسالتهم التي تمتدّ إلى أبعد من اليوبيل الاستثنائي للرحمة وأعطاهم تعليمات حول كيفية ممارسة خدمتهم ليترأّس فيما بعد القداس الإلهي في بازيليك القديس بطرس داعيًا إلى المناولة والاتحاد، ثمرة الرحمة.
إنه اللقاء الثاني الذي يجمع البابا برسل الرحمة في خضمّ الدورة التي نظّمها المجلس الحبري للتبشير الجديد من 8 نيسان حتى 11 منه وتجدر الإشارة إلى أنّه يبلغ عدد رسل الرحمة إلى أكثر من 1000 شخص في العالم وقد اختارهم البابا ليكونوا متطوعين في يوبيل الرحمة.
علّق البابا في عظته على النقطة الأساسية ألا وهي أنّ الله عاملني بالرحمة وهنا يكمن المفتاح لنكون معاونين لله. نختبر الرحمة ونصبح خدّام رحمة. وبمعنى آخر، إنّ خدّام الرحمة لا يتعالون على الآخرين كما لو أنهم يحكمون على إخوتهم الخطأة. إنّ الرسول الحقيقي للرحمة يقول: الله اختارني؛ الله يثق بي ودعاني بالرغم من أنني خاطىءـ، حتى أكون معاونًا به وأجعل من رحمته حقيقية وفعّالة وملموسة.
وأما عن سرّ المصالحة فقال: علينا أن نقول دائمًا أنّ المبادرة الأولى تأتي من الرب فهو من يسبقنا بحبّه لنا ولكن ليس بطريقة شاملة بل يحبّ كل فرد منا، كل حالة بحالتها. وهو يسبق كل شخص لهذا إنّ الكنيسة “تعلم كيف تقوم بالخطوة الأولى – وعليها أن تقوم بذلك – تعرف كيف تأخذ المبادرة من دون خوف، كيف تذهب للقاء الأباعد والبحث عنهم وتصل إلى مفترق الطرقات لتدعو المبعدين والمهمّشين. إنها تشعر برغبة لا تنضب لتقدّم الرحمة، ثمرة الخبرة التي عاشتها مع رحمة الآب وقوّته اللامحدودة”.