اعترف البابا بخطأه وطلب السماح ضمن رسالة وجّهها لأساقفة التشيلي يوم أحد الرحمة، في 8 نيسان الحالي، وهي رسالة لم يسبق لها مثيل!
فبحسب ما نقلته لنا أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت، نشر الكرسي الرسولي مساء الأربعاء 11 نيسان محتوى الرسالة التي أتت كردّ على تقرير من مبعوث الكرسي الرسولي في التشيلي المونسنيور تشارلز سيكلونا، وهو أيضاً رئيس أساقفة مالطا. كما وأعلن الأب الأقدس في الرسالة عن لقاء أخوي مستقبلي في روما، “لإظهار الحقيقة”.
في التفاصيل، وبعد اطّلاعه على تقرير سيكلونا، كتب الحبر الأعظم: “ارتكبت أخطاء جسيمة في تقييم وفهم الوضع، لا سيّما بسبب نقص في المعلومات الصحيحة والمتوازنة”، مشيراً إلى أنّه “اكتشف العديد من الحيوات التي صُلِبت”، ممّا يتسبّب له بالألم والخجل.
كما وطلب البابا السماح في رسالته قائلاً: “منذ الآن، أطلب السماح من كلّ مَن أهنتهم، وآمل فعل ذلك شخصياً في الأسابيع القادمة خلال اللقاءات التي سأجريها مع ممثّلي مَن تمّ استجوابهم”.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ البابا أوفد المونسنيور سيكلونا، المسؤول عن النظر في قضايا الاعتداءات الجنسية على القاصرين من قِبل رجال الكهنوت، إلى التشيلي للبحث في قضية المونسنيور خوان دي لا كروز باروس مدريد، أسقف أوسورنو. وقد عبّر في 20 شباط 2018 ضمن مؤتمر صحفيّ عقده، عن استعداده للإصغاء إلى مَن بحوزتهم عناصر تُنير القضيّة.
مع العلم أنّ المونسنيور خوان باروس مدريد اتُهم من قبل علمانيين في أبرشيّته طالبوا برحيله، أنّه كان على علم باعتداءات معلّمه السابق (فرناندو كاراديما الذي أدانه الفاتيكان عام 2011 وأجبره على الانسحاب إلى دير حيث يقضي باقي حياته بالصلاة والتكفير بدون أيّ مهمّة راعوية)، لمّا كان بنفسه إكليريكياً.
أمّا بالنسبة إلى المونسنيور باروس الذي كان الأب الأقدس قد رفض استقالته حتّى الساعة، فقد أعلن البابا فرنسيس خلال رحلته إلى التشيلي والبيرو (في كانون الثاني الماضي) أنّ الأدلّة التي تُدينه غير موجودة.