Cathédrale St Pierre St Paul de Tallinn, Estonie @ Vatican News

البابا من إستونيا: عندما يتجرّأ الإيمان على الخروج

كلمة قداسة البابا فرنسيس
اثناء اللقاء مع الأشخاص الذين ترعاهم المؤسسات الخيريّة الكنسية
مدينة تالّين

Share this Entry

أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء،

شكرًا لضيافتكم لي في بيتكم بعد ظهر هذا اليوم. إن القيام بهذه الزيارة هو مهمّ بالنسبة لي، وكذلك وجودي معكم هنا. شكرًا لكم على شهادتكم وعلى مشاركتنا بكلّ ما تحملون في قلبكم.

قبل كلّ شيء، أودّ أن أهنئك مارينا، مع زوجك، على الشهادة الجميلة للغاية التي قدّمتموها. لقد بارككم الله بتسعة أبناء، مع كلّ ما يعني هذا من تضحيات، كما أشرت إلينا. حيث يوجد أطفال وشبّان، هناك الكثير من التضحيات، ولكن بالأكثر هناك مستقبل، وفرح ورجاء. ولهذا السبب نرتاح عندما نسمعك تقولين: “نشكر الله على الشركة والمحبّة اللتان تسودان في بيتنا”. في هذه الأرض، حيث فصول الشتاء تكون صعبة، لا تنقصكم الحرارة الأهمّ، حرارة البيت، الحرارة التي تولَد من البقاء في العائلة. مع مناقشات ومشاكل؟ أجل، من الطبيعي، ولكن مع الإرادة بالمضيّ قدمًا سويّا. وليست هذه كلمات جميلة إنما مثال واضح.

وشكرًا على مشاركتكم أيضًا بشهادة تلك الراهبات اللواتي لم تخفن من الخروج والذهاب حيث كنتم كي يكونوا علامة لقرب إلهنا ويده الممدودة. لقد قلت أنهنّ كنّ مثل الملائكة التي كانت تأتي لزيارتكم.

عندما لا يخاف الإيمان من مغادرة وسائل الراحة، ومن المجازفة، وله الشجاعة للخروج، فهو يتمكنّ من إظهار أجمل كلمات المعلّم: “أَحِبُّوا بَعضُكم بَعضًا. كما أَحبَبتُكم أَحِبُّوا أَنتُم أَيضًا بَعَضُكم بَعْضًا” (يو 13، 34). محبّة تكسر السلاسل التي تعزلنا وتفصلنا، وتبني الجسور. محبّة تسمح لنا ببناء عائلة كبيرة يمكن أن نشعر جميعنا بها أننا في المنزل، كما في هذا المنزل. محبّة تعرف التعاطف والكرامة. وهذا أمر جميل. [انظروا إلى أبناء مارينا التسعة الجالسين على مقعد واحد واحسبوهم] واحد، اثنان، ثلاثة، أربعة، خمسة، ستة، سبعة، ثمانية، تسعة. أسرة جميلة! أسرة جميلة!

إن الإيمان الإرسالي يذهب، مثل تلك الراهبات، في طرقات مدننا، وشوارعنا، وجماعاتنا، فيقوم بأعمال ملموسة: أنت تنتمي إلى عائلتنا، عائلة الله الكبيرة التي لكلّ واحد منّا فيها مكان. لا تبقى خارجا. وأنتنّ أيتها الأخوات، اصنعوا هذا! شكرًا.

أظنّ أن هذه هي الأعجوبة التي رويتها لنا أنت يا فلاديمير. لقد وجدت إخوة وأخوات قدّموا لك الفرصة لإيقاظ القلب ورؤية أن الربّ، في كلّ وقت، كان يبحث عنك دون كلل كي يلبسك حلّة العيد (را. لو 15، 22) وكي يحتفل بأن كلّ منّا هو ابنه الحبيب. إن أكبر فرحة للربّ هو أن يرانا نولد من جديد، لذا فهو لا يتعب أبدًا من إعطائنا دومًا فرصة جديدة. ولهذا السبب، فالروابط هي مهمّة، وأن نشعر بأننا ننتمي بعضنا لبعض، وأن كلّ حياة لها أهمّيتها، وأننا مستعدّون لأن نبذلها من أجل هذا. أودّ أن أدعوكم لمواصلة إنشاء الروابط. للخروج في الأحياء والقول للكثيرين: أنت أيضًا جزء من عائلتنا. لقد دعا يسوع تلاميذه، واليوم لا يزال يدعو كلّ واحد منكم، أيها الإخوة الأعزاء، لمتابعة زرع ملكوته ونقله. إنه يعتمد على تاريخكم، وعلى حياتكم، وعلى أيديكم كي يجتاز المدينة ويشارك بالواقع ذاته الذي عشتموه أنتم. اليوم، هل يقدر يسوع أن يعتمد عليكم؟ ليجِب كلّ واحد منكم.

شكرًا على الوقت الذي أعطيتموه لي. والآن أودّ أن أبارككم كيما يستمرّ الربّ بأن يصنع العجائب على أيديكم. ومن فضلكم، أنا أيضًا بحاجة للمساعدة؛ من فضلكم، لا تنسوا بأن تصلّوا من أجلي. شكرًا!

 

***********

© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2018

Share this Entry

Staff Reporter

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير