قام البابا فرنسيس وآباء السينودس “برحلة في عالم الشباب”، وذلك في اليوم الرابع لسينودس الأساقفة أي في 6 تشرين الأوّل، بحيث أنّهم أمضوا ساعتين أحياهما الشباب في قاعة بولس السادس في الفاتيكان.
وبناء على ما ورد في مقال أعدّته الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت، قال الشباب الذين كان عددهم حوالى السبعة آلاف: “نحن في قلب السينودس، ونحن نشارك في الأعمال”.
ثمّ طرحوا على الأب الأقدس أسئلتهم التي تراوحت بين مواضيع الحياة والالتزام السياسيّ والوظائف والفرديّة والوحدة ووسائل التواصل الاجتماعي والشباب البعيدين عن الكنيسة… ثمّ سلّموا هذه الأسئلة التي سيعمل عليها آباء السينودس ضمن متابعة أعمالهم.
من ناحيته، شجّع البابا الشباب في السهرة التي لم تخلُ من التأثّر والترانيم والرقصات والفكاهة، وقال لهم: “ارسموا طريقكم وامشوا فيه. انظروا إلى الأفق وليس في المرآة… ولا تبقوا جالسين على الأريكة مثل متقاعدين في الرابعة والعشرين”.
ثمّ أضاف قائلاً: “بهدف أن يجد المرء نفسه، عليه أن يتصرّف”، داعياً إلى الترابط في الحياة، وشاجباً “الكنيسة غير المتماسكة التي تقرأ التطويبات وتسقط في إكليروسيّة فضائح كالأمراء… إنّ السُلطة الحقيقيّة تكمن في الخدمة وفي إنماء الأشخاص. وإن أردنا العيش كمسيحيّين، فلنعِش التطويبات وليس العولمة أو الإكليروسيّة التي هي من أسوأ الانحرافات في الكنيسة”.
ثمّ حثّ البابا سامعيه على ألّا يدعوا الاستعمار الإيديولوجي يُغريهم، وطلب من الشباب أن يُكرّروا جملة “ليس لديّ ثمن، أنا حرّ”، ودعاهم إلى أن يحبّوا هذه الحرّية التي يُعطيهم إيّاها يسوع، ثمّ نصحهم بأن يعزّزوا الصِلات مع الأجداد والأكبر سنّاً الذين هم كالجذور.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ السهرة تضمّنت شهادات للشباب، من أصلهم شهادة لشاب عراقيّ أنقذه يسوع، “فسامح داعش”، وشهادة أخرى لشاب تعرّض إلى التحرّش فلجأ إلى المخدّرات والكحول.
ثمّ عبّر مُغنّ شاب عن إيمانه في الحبّ الذي يدوم، قائلاً “إنّ العلاقات “تُثمر كالنباتات، لذا يجب أحياناً إطفاء الهاتف وتكريس الوقت لمن نحبّهم”، فيما أخبرت شابة عن “الفراغ” الذي عاشته فبحثت عن أشخاص عبر مواقع التعارف، إلى أن التقت “حبّاً لا يطلب شيئاً، حبّ الله”.
وفي النهاية، تكلّم شاب سيمَ كاهناً منذ سنة عن شغفه في الرقص، ثمّ أدّى بعض الخطوات وقال: “يسرّني أن أكون كاهناً. فالله لا ينتزع منّا شيئاً، بل يُعيد لنا ما لدينا بنسبة 1000%”.