بعد صلاة “الأبانا”، علّق البابا فرنسيس على صلاة “السلام عليكِ يا مريم” في برنامج مع إذاعة المجلس الأسقفي الإيطالي TV2000 التي عرضت مقتطفات من الحلقة يوم أمس 8 تشرين الأول 2018.
شدد البابا بشكل خاص في حواره مع الأب ماركو بوزا اللاهوتي ومرشد سجن بادوفا أنّ مريم العذراء هي “فتاة طبيعية وامرأة عادية، متعلّمة ومنفتحة إلى الزواج وتأسيس عائلة. لذا فأي امرأة في العالم يمكنها أن تقول “يمكنني أن أتمثّل بمريم” لأنها امرأة عادية. حتى إنّ زواجها الطاهر كان زواجًا عاديًا: كانت تعمل وتذهب إلى السوق وتهتمّ بمنزلها وتعلّم ابنها وتساعد زوجها”.
ثم فسّر: “إنّ “قداسة مريم تكمن في امتلائها من الروح القدس. وأخذ عبارة “الطبقة الوسطى من القداسة” التي استخدمها الكاتب الفرنسي جوزيف ماليغ الذي قال: “إنه هو من تجرّأ على القول: “الفضيحة والصعوبة لا تكمنان في فهم أنّ الله موجود بل بفهم أنّ الله أصبح مسيحًا. هذه هي الفضيحة. ومريم تتوسّط هذه الفضيحة. القداسة هي في وسط هذه الفضيحة. لا يمكنك أن تفهم القداسة من دون أن تفهم معها الفضيحة وهي بأنّ الله أصبح مسيحًا، أي ممسوحًا، إنسانًا مثلنا”.
وفي ختام الحلقة التي عرض منها تلفزيون TV2000 مقتطفات، ذكر البابا شخصية القديس يوسف. “لقد كان الزوج. مريم لم تقل يومًا ليوسف: “أنا أمّ الله وأنت موظّف لديه!” أو “أنت زوجي وأنا عذراء!” بل كانت مطيعة لزوجها كما كانت تقضي الثقافة وقتئذٍ. كانت تحضّر له الطعام وتتحدّث معه وكانا معًا يتحدّثان عن طفلهما وتشاركا القلق عندما أضاعاه في أورشليم في عمر الاثني عشر. كانت تصغي إلى يوسف وتطيعه. كان يوسف يأخذ القرارات الكبيرة وذلك كان أمرًا طبيعيًا في ذلك الوقت… إنها الممتلئة نعمة، وهو البارّ. الرجل الذي يتأمّل بكلام الله ويعمل به هو بارّ. كانا ثنائيًا جميلاً”.
وأسف البابا: “لقد فقدنا القدرة على المحبة ونسينا المعانقة والحنان لذا فنحن بحاجة اليوم إلى ثورة الحنان”.
بتألّف البرنامج من 11 حلقة وقد أُنتج بالتعاون مع دائرة الاتصالات وTV2000. سيُعرَض مقتطفات منه بدقائق وستُنشَر الحلقة الكاملة في 23 كانون الأول ويصدر كتابًا يشمل كل أقواله.