صباح اليوم، وضمن العظة التي ألقاها من دار القديسة مارتا، كانت مريم ومارتا بطلتَي شرح إنجيل اليوم (بحسب الطقس اللاتيني)، لأنّهما تعلّماننا كيف يجب أن نعيش حياتنا المسيحية.
وبحسب ما أورده القسم الفرنسي من موقع “فاتيكان نيوز” الإلكتروني، تكلّم البابا عن “المُغرم بالمسيح”، داعياً الجميع إلى التفكير في الطريقة التي نعمل بها، كما التفكير في الوقت الذي نكرّسه للتأمّل.
“وكي لا نُخطىء في حياتنا المسيحية، يجب أن نكون مغرمين بالمسيح وأن نستوحي دائماً منه في أعمالنا، على مثال القديس بولس الذي شرح حياته في رسالته الأولى إلى أهل غلاطية. إذاً، يتعلّق الأمر بوجوب إيجاد توازن بين التأمّل والخدمة، وهما سِمتين تظهران في إنجيل القديس لوقا، وتتركّزان على شخصيّتَي مارتا ومريم شقيقتَي لعازر، واللتين تستقبلان يسوع تحت سقفهما”.
مسيحيّون منشغلون، لكن في سلام المسيح
تابع الأب الأقدس عظته قائلاً: “إنّهما أختان تتصرّف كلّ منهما بطريقة مختلفة عن الأخرى، وهما تعلّماننا كيف يجب أن تتقدّم حياة المسيحي. مريم كانت تُصغي للرب، فيما مارتا كانت منهمكة في الخدمة. مارتا امرأة قويّة تمكّنت من “توبيخ” يسوع لأنّه لم يكن موجوداً عندما مات أخوها لعازر. وقد عرفت كيف تكون في الواجهة، إذاً إنّها شجاعة، لكن ليس في التأمّل، ولم تتمكّن من تضييع وقتها في النظر إلى الرب.
هناك مسيحيون يذهبون إلى القدّاس الأحد، لكنّهم دائماً منهمكون، ولا وقت لديهم للّعب مع أولادهم… وهذا ليس جيّداً… لذا، توقّفوا، وانظروا إلى الرب، وخذوا الإنجيل، وأصغوا إلى كلمة الله وافتحوا قلوبكم”.
بهذا، يكون الأب الأقدس قد أشار إلى الأشخاص الخيّرين، لكن ليس مسيحياً، لأنّ التأمّل بالله ينقصهم.
التأمّل ليس تكاسلاً جيّداً
وأكمل الحبر الأعظم شرحه قائلاً إنّ مريم لم تغُص في التكاسل، بل إنّها “كانت تنظر إلى الرب لأنّه لمس قلبها، ومن هنا أتى الوحي للعمل… مثل القدّيس بولس الذي عندما رأى أنّ الرب اختاره، لم يذهب مباشرة للتبشير، بل بدأ بالصلاة وبالتأمّل بسرّ المسيح الذي كُشِف له”.
وأضاف: “كان مار بولس يفعل كلّ شيء بروح التأمّل، وعبر النظر إلى الرب الذي كان يخاطب قلبه. كان القدّيس بولس يحبّه، وهذه هي الكلمة الأساسيّة لعدم الوقوع في الخطأ: أن نكون مُغرمين. أمّا لكي نعرف حقيقة ما نحن عليه، أي إن كنّا نبالغ في التأمّل أو إن كنّا كثيري الانشغال، فعلينا أن نسأل أنفسنا: هل أنا مغرم بالرب؟ هل أنا متأكّد من أنّه اختارني؟ أنت تفعل تلك الأمور، لكن هل قلبك يتأمّل؟”
التأمّل والخدمة
وختم البابا عظته ضارباً مثل “الزوج الذي يعود مساء من العمل ويجد زوجته بانتظاره لتستقبله. فالزوجة المغرمة حقاً لا تجعل زوجها يجلس لتنهمك في المنزل، بل تُمضي الوقت معه”.
ثمّ نصح الجميع بالتفكير والتساؤل: “التأمّل والخدمة: هذا هو طريق حياتنا. فليفكّر كلّ منّا: كم من الوقت كرّست اليوم في التأمّل بسرّ يسوع؟ وكم عملت؟ وهل عملي عزلة لي أو أنّه متناسب مع إيماني وهو خدمة تنبع من الإنجيل؟؟”