قبِل البابا فرنسيس استقالة الكاردينال دونالد ويرل (77 عاماً) من خدمته الرعويّة في أبرشيّة واشنطن في الولايات المتّحدة الأميركية، وذلك بتاريخ 12 تشرين الأوّل 2018.
أمّا قرار قبول الاستقالة، بحسب ما نقلته لنا الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت، فيندرج ضمن إطار إدارة أزمة الاعتداءات الجنسيّة المُرتكبة في قلب الكنيسة.
في التفاصيل، وبعد شهرين على صدور رسالة السفير البابوي السابق في الولايات المتّحدة المونسنيور كارلو ماريا فيغانو التي اتّهم فيها الأخير البابا ومسؤولين آخرين بسوء التصرّف بشأن قضيّة أسقف واشنطن ثيودور ماكاريك، شرح الكاردينال ويرل (الذي طالته الانتقادات) أنّ قرار البابا “يسمح لكلّ المؤمنين ورجال الكهنوت والعلمانيّين بالتركيز على الشفاء وعلى التخطيط للمستقبل، ويسمح أيضاً للكنيسة المحليّة بالمضي قُدُماً”.
وقد تابع الكاردينال ويرل قائلاً: “مرّة أخرى، أطلب السماح لأنّني أخطأت سابقاً في الحُكم… واستقالتي هي طريقة للتعبير عن حبّي الكبير واحترامي لكم، أنتم شعب كنيسة واشنطن”.
من ناحيته، ومع قبوله استقالة الكاردينال ويرل، وجّه له البابا فرنسيس رسالة عبّر فيها عن تقديره له، وقد نشرت “فاتيكان نيوز” مضمون الرسالة. ومن أبرز ما جاء فيها:
“أعرف أنّ استقالتك ترتكز على عمودَين أساسيَّين طبَعا وما زالا يطبعان كهنوتك: البحث في كلّ شيء عن مجد الله، وتقديم الخير للشعب الذي ائتُمِنت عليه… إنّ الراعي يعرف أنّ خير شعب الله ووحدته هبتان مميّزتان بذل الرب حياته لأجلهما… لديك ما يكفي من العناصر لتبرير أعمالك وتمييز معنى تغطية الجرائم، أو عدم الاهتمام بالمشاكل وارتكاب الأخطاء. إلّا أنّ نُبلك دعاك إلى اختيار هذا السبيل، وأنا فخور بهذا وأشكرك. وقد عبّرت بوضوح عن نيّتك في إعطاء الأولويّة لمشروع الله قبل أيّ مشروع شخصيّ… واستقالتك إشارة على خضوعك للروح القدس الذي يتابع العمل في الكنيسة”.
وختم الأب الأقدس رسالته بالقول: “فلتحميك مريم العذراء بثوبها، ولتُعطيك قوّة الروح القدس نعمة معرفة الطريقة التي ستتابع بها خدمتك في هذا الزمن الجديد الذي يعطيك إياه الله”.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ الكاردينال ويرل على رأس الأبرشيّة منذ سنة 2006، وسيبقى في الوقت الحالي مدبّراً رسولياً بانتظار تسمية خلف له.
في السياق عينه، أي سياق الاعتداءات الجنسية في قلب الكنيسة، أعلن الكرسي الرسولي بتاريخ 13 تشرين الأوّل أنّ البابا فرنسيس أعاد إلى “علمانيَّين” أسقفَين تشيليَّين هما فرانسيسكو خوسي كوكس هونيوس (84 عاماً وهو أسقف لا سيرينا) وماركو أنطونيو أوردينيس فرنانديز (53 عاماً رئيس أساقفة إيكويكي)، وذلك بعد أن وُجِدا مذنبَين بتهمة الاعتداءات على قاصرين.
وهذه البادرة إنّما هي تصرّف “قويّ” لأجل كنيسة التشيلي التي تواجه أزمة، بما أنّ “الإعادة إلى علمانيّ” هي أقصى عقوبة يمكن إنزالها بكاهن.