“المسيحيون يرتكبون الأخطاء أحياناً لكنّم يُصحّحون خطأهم؛ يقعون أحياناً لكنّهم يُعاودون النهوض. ويُخطئون أيضاً أحياناً، لكنّهم يتوبون، إذ يُصوّبون أنظارهم دائماً إلى الخارج”. هذا ما أشار إليه البابا فرنسيس خلال عظته الصباحية التي ألقاها من دار القديسة مارتا، بحسب ما نقلته لنا الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت.
وقد قال البابا في شرحه “إنّ هناك خميرة سيّئة تُفسد، كخُبث الأشخاص المنغلقين على أنفسهم، والذين لا يفكّرون إلّا في المظاهر وفي صَدَقة فقط بهدف الإعلان عنها. ويكون شغلهم الشاغل حماية أنانيّتهم وسلامتهم: وعندما يواجهون صعوبة ما، فقط عندها ينظرون إلى الخارج بناء على قوانينهم الداخليّة”.
وتابع الحبر الأعظم: “هذه الخميرة خطرة… فيسوع لا يحتمل الخُبث… من الخارج نرى الجمال، أمّا الداخل فهو مليء بالدمار والتعفّن والقذارة… إنّها خميرة تجعلنا ننمو بلا مستقبل، لأنّه في الأنانيّة وفي العودة إلى الذات، لا مستقبل. وهنا، يقول يسوع “احذروا”.”
“أمّا الخميرة الجيّدة فهي توجّه أنظارها إلى الخارج، أي نحو ذاك الإرث لأنّها وُعِدت به. وهؤلاء الأشخاص هم دائماً سعداء، لأنّه تمّ وعدهم بفرح كبير: سيكونون مجد الله”.
وشجّع الأب الأقدس في عظته المؤمنين على أن يكونوا دائماً سائرين في الطريق الصحيح مع خميرة الروح القدس الذي لا ينمّي نحو الداخل مثل الخبثاء، بل دائماً نحو الخارج. “إنّ الروح القدس يدفعنا نحو الخارج ونحو الأفق. والمسيحيّون، على الرغم من الصعوبات والآلام والمشاكل والسقطات يأملون دائماً أن يجدوا الإرث الموعود”.
ثمّ ختم البابا عظته قائلاً: “يجب أن نختار بين أن “تقودنا أنانيّتنا وأن ننمو نحو الداخل ولا نهتمّ إلّا لأن نبدو متّزنين وألّا نرى عاداتنا السيّئة” وبين “أن نكون مسيحيّين”. إنّ خميرة المسيحيين هي الروح القدس الذي يدفعنا نحو الخارج ويجعلنا ننمو مع كلّ المصاعب التي تصادفنا في الطريق وكلّ الخطايا، لكن دائماً مع الرجاء… إنّ من لديهم الروح القدس كخميرة هم دائماً سعداء، حتّى في المشاكل والمصاعب، فيما الخبثاء نسوا معنى السعادة”.