Medjugorje (Bosnie Herzégovine), église Saint-Jacques © Wikimedia commons-Mariusz Musiał

ميديغوريه: معجزات وقلّة تمييز في الوقت عينه

كتاب جديد للبابا حول العذراء مريم (2)

Share this Entry

“في ميديغوريه، حصلت “قلّة تمييز””: هذا ما “شخّصه” البابا فرنسيس في كتاب ارتكز على مقابلات معه أجراها معه الكاهن البرازيلي ألكساندر أوي ميلو أمين سرّ “دائرة العلمانيّين والعائلة والحياة”. وقد صدر الكتاب الذي يحمل عنوان “هذه أمّي، لقاءات مع مريم” باللغة الإيطاليّة، وقد بدأت المكتبات الإيطالية ببيعه البارحة في 18 تشرين الأول 2018، بحسب ما ورد في مقال أعدّته الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت.

في التفاصيل، تكلّم البابا في الكتاب عن ميديغوريه كمكان للحجّ المريمي، معترفاً بالنِعم التي يعيشها ويختبرها الحجّاج، ومعترفاً أيضاً بحصول “معجزات”، لكنّه دعا إلى “تصفية” التمييز المتعلّق “برسائل” العذراء المزعومة، ذاكِراً اختباره في بوينس أيريس.

وكرّر البابا ما كان قد قاله في عظاته: “يزعجني “صدور” الرسائل؛ فالعذراء لا تملك مكتب بريد، والرسائل إنّما هي “عبارات داخليّة أُعطِيت لشخص بطريقة خاصّة”.”

كما وأشار الأب الأقدس إلى بعض معايير التمييز بالنسبة إلى الظهورات، ومن بينها “طاعة الشخص للكنيسة”. وأضاف: “عندما كنت في بوينس أيريس، منعت حصول لقاء، إلّا أنّه جرى، مع أنّ الجميع كانوا يعرفون أنني ضدّ حصوله”: وجب أن يأتي أحد الرؤاة للتكلّم والشرح، و”وجب أن تظهر العذراء في الرابعة والنصف، أي أنّه كان لديه جدول أعمال العذراء! فقلت “لا، لا أريد تلك الأمور، ليس في الكنيسة”.”

الله يتابع اجتراح المعجزات

قال البابا أيضاً إنّ معجزات تحصل في ميديغوريه، وهذا لا يعني حصول “ظهورات”: “يجب التمييز، وعلى الرغم من هذا، الله يجترح المعجزات في ميديغوريه. ووسط جنون الإنسان، ما زال الله يتابع فعل الأعاجيب”.

وبالنسبة إلى البابا، “قد تكون هناك ظواهر شخصيّة، لأنني أتلقّى رسائل من كلّ مكان، إلّا أنني أفهم أنّ الأمر يتعلّق بأمور نفسيّة. يجب أن نحسن تمييز الأمور. أعتقد أنّ هناك نعمة في ميديغوريه، لكن هناك أيضاً قلّة تمييز”.

تجدر الإشارة هنا إلى أنّ بياناً صدر عن الدائرة المذكورة يتطرّق إلى الكتاب الجديد حول العذراء مريم، وهو كتاب “كُتب بواسطة القلب”، ويقول فيه البابا: “يسرّني أن تكون شهادتي قد ساعدت في تمجيد أمّنا”.

من ناحية أخرى، كتب اللاهوتي الأرجنتيني كارلوس ماريا غالي في مقدّمة الكتاب: “خلال اللقاءات، فهم الكاهن البرازيلي أنّه بالنسبة إلى البابا فرنسيس، الأهمّ هو الإيمان المريميّ الخاصّ بشعب الله الذي يعلّمنا أن نحبّ مريم إلى ما هو أبعد من التأمّل اللاهوتي”، مشيراً إلى أنّ تبادل الأحاديث خلال اللقاءات يدلّ على “جذور انتماء البابا البنويّ للعذراء مريم، هذا الانتماء الذي تغذّى ضمن عائلته وتنشئته الساليزية”.

Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير