ما سرّ قداسة البابا يوحنا بولس الثاني؟ أجاب على هذا السؤال أحد أكثر معاونيه قربًا وهو البابا الفخري بندكتس السادس عشر في كتاب حمل عنوان: “بالقرب من يوحنا بولس الثاني. أصدقاؤه ومعاونوه يخبرون” (بارفي، 2014)
كتب البابا بندكتس السادس عشر: “في خلال السنوات التي أمضيتها معه، أصبح جليًا بالنسبة إليّ أنّ يوحنا بولس الثاني كان قديسًا. لطالما تأكّدنا من علاقته بالله والاتحاد الذي كان يجمعه بالربّ (…) من هنا كان ينبع فرحه لأنّ عمله كان مضنيًا ومتعبًا وكان يتحلى بشجاعة تولّي المهامّ في الأوقات الصعبة”.
وسلّط الضوء على الحريّة الروحيّة الكبيرة التي كان يتمتّع بها البابا يوحنا بولس الثاني وقال: “لم يكن يطلب يوحنا بولس الثاني أن يصفّق له الناس يومًا ولم يكن ينظر أبدًا إلى من حوله ليرى وقع قراراته على الغير. كان يتصرّف انطلاقًا من إيمانه وقناعاته وكان جاهزًا دائمًا ليتحمّل الضربات”.
“كان التزامه بلا كلل، ليس في زياراته الكبيرة فحسب بل كان برنامجه اليومي مليئًا بالتعيينات من البداية حتى النهاية وهوذا معيار أساسي: “الشجاعة ليقول الحقيقة هي بنظري معيار قداسة من الدرجة الأولى”.
شدد البابا الفخري على الطيبة التي كان يتحلّى بها البابا القديس يوحنا بولس الثاني وكتب: “يجب أن أشيد بطيبته وتفهّمه” خاتمًا: “أنا أتذكّر البابا يوحنا بولس الثاني بامتنان كبير. لا أستطيع ولا يمكنني سوى أن أحتذي حذوه إنما حاولت أن أحمل إرثه وأواصل عمله بشكل أفضل وأنا واثق اليوم بأنّ طيبته ترافقني وبأنّ بركته تحميني”.
وفي سياق آخر، قام البابا فرنسيس اليوم بزيارة ضريح البابا القديس يوحنا بولس الثاني بحسب ما ذكرت دار الصحافة الفاتيكانية وكان قد ترأّس احتفال إعلان قداسته في 27 نيسان 2014 وتمّ تعيين ذكرى عيده في 22 تشرين الأول يوم افتتاح بابويته.