الأغورا (Agora) هي ساحة عامة في أثينا القديمة ما لبثت أن تحوّلت إلى مكان لقاء عام وتجمّع اقتصادي، مدني وثقافي…. إنطلاقاً من القرن السادس قبل الميلاد. هي أيضاً ساحة الفلاسفة والمكان العمومي الذي كانت تُتّخذ فيه الكثير من المقرّرات الأساسية في المجتمع الإغريقي القديم.
و فيما نرى أنّ مهمة التبشير الحقيقية غالباً ما ترتكز على كتاب أعمال الرسل وأيضاً حركة بولس رسول الأمم: أخذت الأغورا دوراً مهمّاً. فالكتاب المقدس يخبرنا أنّ بولس حين دخل أثينا، قصد الأغورا للتبشير، بالإعتبار أنها الموقع العام للنقاش ومركز تجمّع واسع.
وكان قراراً حكيماً ومثمراً….
في عالمنا الحديث، ومنذ أن دخلت التكنولوجيا مساراً أكثر حميمية مع يوميّاتنا، قام البابا بندكتس السادس عشر بتوجيه رسالة بمناسبة اليوم العالمي السابع والأربعين لوسائل الإعلام، صنّف فيها شبكات التواصل الإجتماعي بهذه الساحات التي ممكن أن تتحوّل إلى فسحات جديدة للكرازة بالإنجيل.
ضمن عمل سينودس الشباب 2018، برز حديث و توصية من الأسقف جوزيف نفّاع، حيث حثّ بمداخلته آباء السينودس على الأخذ بعين الإعتبار هذا الواقع، مقترحاً إقامة مكتب في الفاتيكان لتنظيم البشارة الرقمية، وعلى ألّا نتردّد بأن نكون “بولس الرقميّ”.
بولس كما يقدّمه لنا لوقا في أعمال الرسل، كان يقتبس من الشعراء اليونانيّين، وإستخدم في بشارته الإشارة الى مذبح حجري مكرّس لإله “مجهول”. ومنه انطلق ليخبر عن المسيح كاشف وجه الآب. تحتاج الكنيسة اليوم إلى التمرّس على شعر هذا العالم الجديد، إلى “تغريدة”… فأغورا عالم اليوم ليست عواصمه كلندن أو بكين… ولكن هي عالم (الأونلين): الساحة العامة التي يجب علينا، مثل بولس، أن ندخلها دخول العارفين أنها مذبح كبير “لإله مجهول” من الممكن أن نقدّم له بشرى الـ”عمانوئيل” = الله معنا.