قام حوالى 300 شخص من المشاركين في السينودس حول الشباب بحجّ إلى قبر القدّيس بطرس البارحة في 25 تشرين الأوّل، بحيث قطعوا 6 كيلومترات سيراً على الأقدام في روما، مع محطّات صلاة شارك فيها شباب، بناء على ما ورد في مقال أعدّته الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت.
وقد وصل المشاركون الذين اعتمروا قبّعات بيضاء ظهراً إلى بازيليك القديس بطرس حيث انضمّ إليهم البابا فرنسيس لاختتام حجّهم. ومعه، جدّدوا إيمانهم ثمّ شاركوا في قدّاس ترأسه الكاردينال لورنزو بالديسيري الأمين العام لسينودس الأساقفة.
أمّا العظة فقد تولّاها المونسنيور رينو فيسيكيلا (رئيس المجلس الحبري لتعزيز الأنجلة الجديدة، أي الدائرة التي نظّمت الحدث). وقد تأمّل فيسيكيلا في عظته في معنى حياة القديس بطرس ودعوته قائلاً: “إنّ بطرس يُرينا كيف نعيش وجودنا المسيحي”.
وقال فيسيكيلا مقتبساً إنجيل القديس يوحنا (21: 15 – 19): “عندما كان بطرس شاباً، كان يذهب حيثما شاء، وكان مستقلّاً، وهذا ما نرغب فيه… “لكن سيأتي وقت سيقودك آخر حيث لا تريد الذهاب”. لفهم كلمات يسوع تلك، يجب العودة إلى الخلف بالزمن، وإلى دعوة بطرس الذي وثق بيسوع بعد صيده الذي لم يُوفّق فيه، وعاد لرمي شباكه. وهذا يعني: “أنا أثق بك”.”
وهنا، حيّى فيسيكيلا “الثقة التي وضعها بطرس في المسيح، حتّى ولو لم يرَه من قبل ولم يكن يعرفه. ومع هذا الحدث، تلقّى بطرس أوّل تعليم، ألا وهو: بدوني، لا يمكنكم شيئاً. ومَن يثبت فيّ يحمل الكثير من الثمار. فهِم بطرس ببطء أنّه عليه أن يثق به وأنّه بحاجة إلى نِعمة الله… شعر بطرس أنّه غير مستحقّ، إلّا أنّ يسوع كانت لديه خطّة أخرى: “لا تخف وتابع الوثوق بي والتواجد قربي”.”
كما وأشار فيسيكيلا إلى أنّ بطرس وجب أن يفهم أنّه لا يمكنه أن يُنقذ نفسه، بل يسوع أي الله هو مَن يُنقذه.
“أمّا بعد قيامة يسوع، وفي مقطع من إنجيل يوحنا، يسوع لا يقول لبطرس “لماذا خنتني؟” “أنا كنت لأفعل ذلك”… إنّ يسوع يعلّمنا أننا عندما نكون ثابتين فيه، نفكّر بطريقة مختلفة”.
وفي سؤال يسوع لبطرس “أتحبّني؟”، يرى رئيس الأساقفة “نداء للحبّ ولبذل الذات”: “لم يكن بطرس جاهزاً بعد، لكن بعد 30 سنة، سيجثو أمام الله وسيكون قادراً ومستعدّاً لبذل ذاته كلياً. وذاك هو عطاء الشهادة: لا أحد ينزع منّي حياتي، بل أنا بذاتي أقدّمها. وهنا، كان بطرس قد أنجز رسالته”.
ثمّ ختم فيسيكيلا عظته قائلاً: “إنّ الله صبور معنا، وتوقيته ليس كتوقيتنا. هو يأتي للقائنا عندما يكون قرّر ذلك، عندما يجد قلباً منفتحاً. وهكذا، على إعلان بطرس إيمانه أن يصبح إعلاناً لإيماننا أيضاً، لنتمكّن من منح يسوع حياتنا”.