في عيد الحبل بلا دنس، كرّم البابا فرنسيس العذراء مريم في بازيليك القديسة مريم الكبرى البابوية (وكانت تلك زيارته السادسة والستين للبازيليك)، بناء على ما كتبته أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت.
وكسكّان روما جميعاً، عاد وتوجّه إلى “ساحة إسبانيا” ليضع الأزهار عند قدمَي تمثال العذراء، وليصلّي للمدينة وللعالم أجمع.
وقد رحّب بالأب الأقدس هناك نائبه لمدينة روما المونسنيور أنجيلو دي دوناتس، وعمدة روما.
بعد طلبة العذراء، تلا البابا صلاته، ثمّ أعطى بركته. وبعد الترنيمة، بارك المرضى. أمّا صلاته فكانت كالتالي:
أيّتها الأمّ التي حُبِلَ بها بِلا دَنَس
في يوم عيدك العزيز للغاية على الشعب المسيحي،
ها أني قد جئت لأكرّمك في قلب روما.
أحمل في روحي مؤمني هذه الكنيسة،
وجميع الذين يعيشون في هذه المدينة، ولا سيما المرضى منهم
وكلّ الذين، بسبب أوضاع مختلفة، يصعب عليهم المضيّ قدمًا.
قبل كلّ شيء، نريد أن نشكرك
على محبّتك الوالدية التي بها ترافقين مسيرتنا:
كم من مرّة نسمع روايةً والدموع في العينين
ممن اختبر شفاعتك،
النِعَم التي تطلبينها لنا من ابنك يسوع!
أفكّر في نعمة اعتيادية تعطينها للذين يعيشون في روما:
نعمة مواجهة صعوبات الحياة اليوميّة بصبر.
ولكن، لهذا نطلب منك القوّة كيلا نستسلم أبدًا، لا بل،
كي يقوم كلّ بدوره الخاص يوميّاً من أجل تحسين الأمور،
كيما يساهم عمل كلّ فرد في جعل روما أكثر جمالًا وصالحة للعيش للجميع؛
وكيما يكون عملُ كلّ فرد، وقد تُمّمَ بشكل جيّد، ضمانة لحقوق الجميع.
ونحن نفكّر في الخير المشترك لهذه المدينة،
نسألك من أجل الذين يلعبون أدوارًا ذات مسؤوليّة كبيرة:
أطلبي لهم الحكمة، والبصيرة وروح الخدمة والتعاون.
أيّتها العذراء القدّيسة،
أودّ أن أعهد إليك بشكل خاص كهنة هذه الأبرشية:
كهنة الرعايا، ومساعديهم، والكهنة المسنّين الذين ما زالوا، بقلب راعٍ،
يعملون في خدمة شعب الله،
والكثير من الكهنة الطلبة الآتين من كلّ أرجاء العالم والذين يعاونون الرعايا.
من أجلهم جميعًا أطلب منك لطف فرح البشارة
وعطيّة أن يكونوا آباء، قريبين من الناس، ورحيمين.
وإليك، أيّتها السيّدة المكرّسة كلّيا لله، أعهد بجميع المكرّسات في الحياة الرهبانيّة وفي الحياة العلمانيّة،
وهنّ، بنعمة الله، كثيرات في روما، أكثر من أيّة مدينة أخرى في العالم،
ويشكّلن فسيفساء مدهشاً من الجنسيّات ومن الثقافات.
من أجلهنّ، أسألك أن يكنّ مثلك، خطّيبات وأمهات،
خصيبات في الصلاة والمحبّة والتعاطف.
يا أمّ يسوع،
أطلب منك أمرًا أخيرًا، في زمن المجيء هذا،
وأنا أفكّر في الأيام التي كنتِ فيها مع يوسف في قلق
بسبب ولادة طفلكما الوشيكة،
كنتما قلقين لأنه كان هناك الإحصاء، وكان عليكما أيضًا ترك مدينتكما الناصرة، والذهاب إلى بيت لحم…
أنتِ تعرفين ماذا يعني حمل الحياة في الأحشاء
والشعور باللامبالاة من حولك، والرفض، وأحياناً الازدراء.
لذا فأنا أطلب منك أن تكوني قريبة من الأسر التي تعيش
في روما، في إيطاليا، وفي العالم كلّه أوضاعًا مماثلة،
كيما لا يُتركوا لوحدهم، بل يكونوا محميّين في حقوقهم،
في حقوق الإنسان التي تأتي قبل أيّة حاجة مشروعة.
يا مريم التي حُبِلَ بها بلا دنس،
يا فجر الرجاء في أفق البشرية،
اسهري على هذه المدينة، على البيوت، والمدارس، والمحلات،
على المصانع، والمستشفيات والسجون؛
لا تسمحي بأن يغيب في أيّ مكان، أثمنُ ما تملكه روما،
وتحتفظ به للعالم بأسره، وصيّة يسوع:
“أحبّوا بعضكم بعضًا، كما أنا أحببتكم” (را. يو 13، 34).
آمين.
© Copyright – Libreria Editrice Vaticana