“العام 2019 سيكون جيّداً بقدر ما يستقبل كلّ واحد منّا طيبة الله التي أتى يسوع إلى العالم ليُعطينا إيّاها. إنّ بركة الله هي أساس جميع الأمنيات التي نتبادلها في هذه الأيّام”: هذا ما أكّده البابا فرنسيس خلال احتفاله بصلاة التبشير الملائكي من ساحة القديس بطرس، البارحة في الأول من كانون الثاني 2019، بحسب ما نقلته لنا الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت.
متأمِّلاً بالسلام البيبليّ القديم “فليباركك الرب وليحفظك! فليعكس الله عليك وجهه، ولتفض عليك نِعمه! فلينظر الله إليك وليزوّدك بالسلام”، بارك البابا جميع الموجودين في ساحة القدّيس بطرس قائلاً لهم: “نعرف أنّ “وجه الله” ليس مرئياً للإنسان في الكتابات القديمة، إذ لا يمكن لأحد أن يرى وجهه وأن يبقى حيّاً، لأنّ هذا يعبّر عن عظَمة مجده. إلّا أنّ مجد الله هو حبّ. وفيما يبقى غير مرئيّ كالشمس التي لا يمكننا النظر إليها، إنّما يُشعّ بنِعَمه على الخليقة كلّها، وبشكل خاصّ على الرجال والنساء الذين هم أكثر مَن يعكس وجهه فيهم. وفي ملء الأزمان، أظهر الله ذاته في وجه إنسان، يسوع، والذي وُلد من امرأة. وهنا، نعود إلى أيقونة عيد اليوم، أيقونة القديسة والدة الإله التي تُظهر لنا ابنها يسوع مخلّص العالم. إنّه البركة لكلّ إنسان ولكامل العائلة البشريّة. هو يسوع مصدر النعمة والرحمة والسلام. لذا، أراد البابا القديس بولس السادس أن يكون الأول من كانون الثاني يوم السلام العالمي. أمّا بالنسبة إلى هذه السنة، إنّه اليوم العالمي الثاني والخمسين والذي يحمل عنوان “السياسة الجيّدة في خدمة السلام”. لا تعتقدوا أنّ السياسة مُخصّصة فقط للحُكّام، فنحن جميعاً مسؤولون عن حياة المدينة والخير العام. والسياسة تكون جيّدة بقدر ما يشارك كلّ منّا في خدمة السلام”.
وأضاف: “اليوم نحتفل بتذكار مريم والدة الإله. وكرعاة بيت لحم، فلنركّز بنظرنا عليها وعلى الطفل الذي تحمله بين ذراعَيها… إنّها اليوم تباركنا جميعاً، وتبارك طريق كلّ رجل وامرأة في هذه السنة التي تبدأ…”
أمّا بعد صلاة التبشير الملائكي، فقد تمنّى الأب الأقدس للمؤمنين والحجّاج الذين حضروا بعدد كبير إلى درجة أنّه قال “هذا أشبه بحدث إعلان قداسة”: “فليمنحنا الرب أن نكون فعلة سلام، وهذا يبدأ في منزل كلّ إنسان، في عائلته: فعلة سلام كلّ يوم من السنة الجديدة”.
كما وشكر البابا في كلمته رئيس الجمهورية الإيطالية على أمنياته بالعيد، وعبّر عن تقديره لجميع مبادرات الصلوات لأجل السلام.
وختم قائلاً: “أتمنّى لكم عاماً سعيداً ومقدّساً، وأرجوكم، لا تنسوا أن تصلّوا من أجلي. غداء هنيئاً وإلى اللقاء”.