“إنّ التاريخ الذي ندرسه بشغف، يمكنه وعليه أن يعلّم الكثير لعالم اليوم”: هذا ما أكّده البابا فرنسيس أمام أساتذة تاريخ الكنيسة يوم 12 كانون الثاني 2019، مُشجّعاً إيّاهم على “التفكير بحكمة وشجاعة في آثار الحرب المأساويّة”، بحسب ما ورد في مقال أعدّته الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت.
في الواقع، استقبل الأب الأقدس في الفاتيكان المشاركين في مؤتمر الدراسات الثامن عشر للرابطة الوطنيّة لأساتذة تاريخ الكنيسة، والذي انعقد في روما يومَي 10 و11 كانون الثاني الحالي حول موضوع “نشاطات وأبحاث وإفشاءات: تاريخ الكنيسة ما بعد المجمع”.
وقد أكّد الأب الأقدس على مسامع زوّاره أنّ “تاريخ الكنيسة هو غنى، وهو مرجعيّة أساسيّة لكلّ مَن يريدون فهم الماضي والتعمّق فيه والاستفادة منه، بدون تحويله إلى متحف أو أسوأ بعد، إلى مقبرة حنين”.
كما وشجّع البابا في كلمته أيضاً أستاذ التاريخ على أن “يحترم أكثر بعد الوقائع والحقائق، وعلى أن يكون دقيقاً ومتنبّهاً في البحث، كما على أن يكون شاهِداً متّسقاً في تعليمه”.
ثمّ حذّر الحبر الأعظم من “العولمة المتّصلة بافتراضات المعرفة، مثل تلهّف المهنة أو المعرفة الأكاديميّة أو القناعة بالقدرة على الحُكم على الوقائع والأشخاص”.
وختم البابا كلمته قائلاً لأساتذة تاريخ الكنيسة: “فليساهم تعليمكم الذي لم يعد سهلاً وشهادتكم، على حمل الجميع على التأمّل بالمسيح حجر الزاوية، والذي يعمل في التاريخ وفي ذاكرة البشر وجميع الحضارات”.