“فليصبح الشباب مبشّرين لشباب آخرين”: تلك كانت إحدى أمنيات أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين خلال مقابلة أجراها معه موقع “فاتيكان نيوز”، قبل أيّام على انعقاد أيّام الشبيبة العالميّة في باناما، وهي مقابلة شجّع فيها بارولين الشباب على تغيير العالم عبر تقليد مريم، بحسب ما كتبته أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت.
الالتزام في السياسة وفي الأنجلة
شجّع الكاردينال بارولين الشباب على “الالتزام كلياً وعدم غسل أيديهم، كما دعاهم إلى عدم التفكير في الذات، بل وضعها في تصرّف الله لصنع العالم الذي يريده الله”، معترفاً أنّ عدداً كبيراً من الشباب بدأ يلتزم.
إلّا أنّه أصرّ على الالتزام في السياسة أيضاً، مُذكِّراً برسالة البابا فرنسيس الخاصّة بيوم السلام العالمي 2019 “السياسة الجيّدة في خدمة السلام”: “إنّ السياسة مجال يمكن أن يعمل فيه الشباب وأن يتصرّفوا لتغيير العالم ضمن ما يُعتبر خدمة للمجتمع ولخير الأشخاص والشعوب العام”.
كما وأصرّ الكاردينال بارولين أيضاً على التزام الشباب في الأنجلة: “من المهمّ أن يُصبح الشباب مبشّرين لشباب آخرين، فهذا التزام يقضي بإعلان الإنجيل كجواب لتوقّعات وحاجات عالم اليوم”.
لتغيير العالم، يجب اعتماد تصرّف العذراء مريم
إذاً، شرح بارولين أنّ ما هو على المحكّ هو تغيير العالم، لكن ليس كيفما كان: “الجميع يريدون عالماً أفضل، لكن كيف سنغيّر هذا العالم؟ لدينا مثال العذراء مريم التي تُرينا كيف نغيّر العالم. بداية، علينا أن نعرف الله، ثمّ أن نضع أنفسنا في تصرّفه وتصرّف خلاصه. فهذا ما فعلته العذراء عندما قالت “ها أنذا أمة الرب”. إذاً، أعتقد أنّ جميع المسيحيين وجميع تلاميذ يسوع يجب أن يضعوا أنفسهم في هذه العقليّة وفي إطار هذا التصرّف لتغيير العالم شيئاً فشيئاً. إنّه التغيير الوحيد الثابت الذي يمكنه أن يُحدث تغييراً في عالمنا”.
في أعقاب فرح السينودس
دائماً في إطار المقابلة، أعاد أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان وضع أيّام الشبيبة العالمية في باناما في أعقاب سينودس الشباب الذي جرى في تشرين الأول الماضي: “إنّها أوّل أيّام عالمية للشبيبة بعد سينودس تشرين الأوّل. وأعتقد أنّ الروح ستكون نفسها وستتتابع: روح الفرح التي اختبرناها خلال السينودس، وروح الثقة حيال الشباب الذين هم جزء من الكنيسة وليسوا خارجها، بالإضافة إلى روح مرافقة الشباب بعد الإصغاء إلى آمالهم وتوقّعاتهم وما يحملونه كمشاريع. أمّا ما تقترحه عليهم الكنيسة فهو إعلان يسوع المسيح كجواب على توقّعاتهم وانتظارات قلوبهم”.