مساء الجمعة 18 كانون الثاني 2019، ومع افتتاح الأسبوع الثاني والخمسين للصلاة لأجل وحدة المسيحيين، دعا البابا فرنسيس الجميع من بازيليك القديس بولس خارج الأسوار إلى الاعتراف بالهِبات التي يمنحها الله إلى المسيحيين الآخرين، ضمن صلاة الغروب التي احتفل بها، بحسب ما نقله لنا الزملاء في القسم الفرنسي من زينيت.
ولهذه المناسبة، كان ممثّلون عن الكنائس المسيحيّة يُحيطون بالأب الأقدس الذي حيّاهم فرداً فرداً مع نهاية الاحتفال، قبل أن يذهب برفقة ثلاثة منهم، بالإضافة إلى الكاردينال كيرت كوش، إلى الصلاة أمام قبر القدّيس بولس.
وأمام الحشد الذي كان موجوداً في البازيليك، حذّر البابا من خطيئة التقليل من قيمة الهِبات التي منحها الرب لإخوة آخرين، أو احتقارها، واعتبار أنّهم أقلّ ميزة منّا: “إن غذّينا أفكاراً مماثلة، نكون نسمح بأن تصبح نعمة الله التي تلقّيناها مصدراً للكبرياء والظُلم والانقسام. من السهل الاعتقاد أنّ النِعمة الروحيّة التي أُعطيت لنا هي ملك لنا، وشيء يعود لنا. ومن الممكن أيضاً أن تعمينا هبات الرب عن الهبات التي منحها للمسيحيّين الآخرين”.
ثمّ دعا الحبر الأعظم سامعيه إلى “الاعتراف بتواضع أنّ البركات التي حصلنا عليها ليست لنا حقّاً، بل هي لنا كهديّة من الله، وأنّه منحنا إيّاها لنتشاطرها مع الآخرين. علينا أن نعترف بقيمة النعمة التي مُنحت للجماعات المسيحيّة الأخرى”.
ومتطرّقاً إلى موضوع أسبوع الصلاة لأجل وحدة المسيحيين، أكّد أسقف روما أنّ “مَن هم أقوياء عليهم أن يعتنوا بالضعفاء… إنّ التضامن والمسؤوليّة المشتركة يجب أن يكونا قوانين تحكم العائلة المسيحيّة. وإن لم يتمّ تشاطر الغنى، سينقسم المجتمع”.
من ناحية أخرى، ودائماً في سياق صلاة الغروب الخاصّة بأسبوع الصلاة لأجل وحدة المسيحيّين، أكّد الكاردينال كيرت كوش (رئيس المجلس الحبريّ لأجل تعزيز وحدة المسيحيين)، والذي حيّى البابا فرنسيس في نهاية احتفال صلاة الغروب، أنّ “الوحدة هبة وهي مجّانيّة، إنّها نعمة. لذا، إنّ الصلاة لأجل الوحدة هي أساس جميع الجهود المسكونيّة. وعبر هذه الصلاة، نحن المسيحيّون نعبّر عن إيماننا الذي لا يسمح لنا لوحده بأن نتّحد… بل يمكننا اعتباره كهبة من هبات الروح القدس”.
كما وذكّر الكاردينال السويسريّ في كلمته أنّ هذه السنة تطبع الذكرى العشرين للإعلان المشترك حول عقيدة التبرير بين الاتّحاد اللوثري العالميّ والكنيسة الكاثوليكية، مؤكِّداً أنّه “لا يمكن فصل العدالة والرحمة، تلك الرحمة التي يرغب بها الإنسان كثيراً اليوم”.