إنّ الرحلة الرسوليّة لأيام الشبيبة العالمية الرابعة والثلاثين في باناما ستكون ثالث أيّام شبيبة عالمية يترأسها البابا فرنسيس، بعد ريو دي جانيرو (2013) وكراكوف (2016). وستكون أيضاً هذه الرحلة تحمل الرقم 26 خارج إيطاليا، وستكون باناما البلد الأربعين الذي يزوره البابا فرنسيس منذ انتخابه في آذار 2013.
هذه الأرقام ذكّر بها المدير المؤقّت لدار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي أليساندرو جيسوتي، بحسب ما ورد في مقال أعدّته أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت، لدى عرضه على الصحافة الدوليّة يوم الجمعة 18 كانون الثاني 2019 خصائص هذه الرحلة الجديدة وبرنامج البابا بين 23 و28 كانون الثاني، قائلاً إنّ الأب الأقدس سيذهب لملاقاة “معاناة الشباب”.
لماذا في شهر كانون الثاني؟
بالإجمال، وخلال وجوده في باناما، سيتكلّم البابا بالإسبانيّة وسيُلقي عظاته باللغة نفسها، على أن يُقيم في السفارة البابويّة في باناما. سيكون البابا فرنسيس الحبر الأعظم الثاني الذي سيزور باناما بعد يوحنا بولس الثاني (في 5 آذار 1984).
من ناحية أخرى، منذ حوالى سنتين ونصف، حصلت أيام الشبيبة العالمية الأخيرة في كراكوف عام 2016، وليس منذ ثلاثة أعوام بحسب التناوب الاعتيادي: إلّا أنّه تمّ اختيار شهر كانون الثاني لأجل الفصل وحالة الطقس. ففي هذه الفترة من السنة، يكون شباب باناما في عطلة، لذا سيسهل عليهم المشاركة في الحدث.
من ناحية الأعداد، ستكون الأرقام أقلّ من أرقام أيّام عالمية أخرى، لأنّ عدداً أقلّ من شباب أوروبا أو حتّى أميركا الشماليّة سيأتون، فيما سيأتي شباب من البلدان المجاورة مثل نيكاراغوا، على الرغم من الصعوبات.
أمّا البابا فسيتنقّل مُستخدِماً الباباموبيلي أو سيّارة مقفلة، على ألّا يخرج من المدينة إلّا مرّة، وذلك يوم الجمعة 25 كانون الثاني للقاء شباب مُحتجزين.
مَن سيرافق البابا؟
من الطبيعي أن يُرافق الأب الأقدس أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، والكاردينال الكنديّ مارك أويليه عميد مجمع الأساقفة ورئيس لجنة أميركا اللاتينيّة، بالإضافة إلى الكاردينال كيفن فاريل عميد الدائرة المُنظّمة لأيّام الشبيبة العالميّة، وقائمقام أمانة السرّ المونسنيور الفنزويلي إدغار بينيا بارا.
أمّا ضيوف البابا خلال هذه الرحلة فسيكونون: العالم الاجتماعي والكاتب الفرنسي ومراقب علاقة البابا بالشباب دومينيك فولتون، بالإضافة إلى موظّف شاب في الفاتيكان، وموظّفة من المركز التقنيّ لدولة حاضرة الفاتيكان.
بالنسبة إلى الميداليّة التي سيقدّمها البابا لمن يستقبلونه، ستمثّل كاتدرائية القديسة ماريا لا انتيغوا، وستحمل عنوان الموضوع المريميّ لأيّام الشبيبة العالميّة: “ها أنذا خادمة الرب، فليكن لي بحسب قولك”.
أمّا في دار الشباب “السامريّ الصالح” فسيُقدّم البابا تمثالاً للراعي الصالح.
البرنامج
- سينطلق البابا من روما صباح غدٍ ليصل إلى مطار توكومن الدوليّ في باناما حوالى الخامسة من بعد الظهر، مع العلم أنّ فارق التوقيت بين روما وباناما هو 6 ساعات. بعد الاستقبال والتشريفات، سيتوجّه الأب الأقدس مباشرة إلى السفارة البابويّة.
- يوم الخميس، سيلتقي البابا رئيس الجمهورية، وسيُلقي كلمته الأولى أمام السلطات والسلك الدبلوماسي في وزارة الخارجيّة. بعد ذلك، سيلتقي أساقفة أميركا الوسطى، وسيُلقي على مسامعهم كلمة أيضاً. أمّا بعد الظهر، فسيتمّ الافتتاح الرسميّ لأيّام الشبيبة العالميّة.
- يوم الجمعة، سيترأس البابا ليتورجيا التوبة مع 200 شاب من سجن للقاصرين شرق العاصمة، وهو الذي سيذهب لملاقاة الشباب لأنّهم يعجزون عن المشاركة في الأيام العالمية. وكالعادة، سيُصغي البابا إلى الاعترافات، على أن يُلقي أحد الشباب كلمة باسم رفاقه. وفي المساء، سيشارك البابا في درب الصليب مع الشباب.
- يوم السبت، سيترأس الحبر الأعظم تكريس مذبح كاتدرائية “سانتا ماريا لا أنتيغوا”، مُحاطاً بكهنة ومكرّسين وممثّلين عن حركات من العلمانيّين، ضمن ما يُتوقّع أن يكون حدثاً “مريميّاً للغاية”. بعد ذلك، سيتناول البابا الغداء مع بعثة من الشباب، على أن تحصل مساء سهرة أيّام الشبيبة العالميّة، مع شهادات من بعض الشباب وكلمة للبابا.
- يوم الأحد سيشهد اختتام أيّام الشبيبة العالميّة في الصباح لتفادي الحرّ، على أن يُعلن الكاردينال كيفن فاريل في نهاية الاحتفال مكان وتاريخ أيام الشبيبة العالمية التالية. بعد ذلك، سيتوجّه الأب الأقدس إلى دار تضمّ شباباً يعانون من إعاقات ومن مرض الإيدز، كما وسيلتقي بحسب التقليد المتطوّعين الذين شاركوا في تنظيم الأيام العالمية.
في المساء، سيتوجّه الأب الأقدس إلى مطار باناما الدولي حيث سيتمّ الوداع الرسميّ، على أن يصل إلى روما صباح الاثنين 28 كانون الثاني 2019.
من الجدير بالذكر هنا أنّ البابا فرنسيس كان قد طلب يوم الأحد خلال صلاة التبشير الملائكي من “الحاضرين في ساحة القديس بطرس ومَن يُتابعون التبشير عبر وسائل الإعلام والإنترنت، الصلاة على نيّة هذا الحدث الجميل والمهمّ في طريق الكنيسة”.
بعد ذلك، حيّى الأب الأقدس مجموعة من الفتيات اللواتي أتين من باناما إلى روما ومازحهنّ قائلاً “هل أتيتنّ لاصطحابي؟”، فيما كانت مجموعة أخرى من الأشخاص تحمل لافتة عليها تعبير “رحلة موفّقة”.