“اليوم، يسرّني أن أقول لكم إنّ بطرس معكم للاحتفال بالإيمان والرجاء وتجديدهما. إنّ بطرس والكنيسة يمشيان معكم، ونحن نرغب في أن نقول لكم ألّا تخافوا، وأن تتقدّموا إلى الأمام مع تلك الطاقة المُجدِّدة وذاك “القلق” المستمرّ الذي يساعدنا ويحرّكنا، لنكون أكثر فرحاً وأكثر استعداداً لنشهد للإنجيل”.
هكذا افتتح البابا فرنسيس أيام الشبيبة العالمية في باناما البارحة الخميس 25 كانون الثاني، بحضور حوالى 200 ألف شاب من العالم أجمع، بحسب ما نقلته لنا أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت.
في التفاصيل، استقبل المونسنيور خوسي دومينغو أولوا مندييتا أسقف باناما الأب الأقدس. وحصل الأخير على وشاح، ثمّ شاهد رقصة على وقع ترنيمة “عمانوئيل” التي أُنشِدَت بلغات عديدة.
بعد ذلك، قدّم شباب من السالفادور والبيرو وهاييتي والمكسيك القدّيسين شفعاء أيام الشبيبة العالمية، وافتتح الحبر الأعظم سهرة الصلاة برسم إشارة الصليب وتلاوة صلاة ثمّ إنجيل عرس قانا الجليل بحسب القديس يوحنا. ثمّ دعا البابا الجميع إلى الانفتاح إلى العنصرة الجديدة، وإلى الإصغاء لبعضهم البعض والاتّحاد وخدمة الآخرين، كما ودعا إلى تطوير “ثقافة اللقاء” مردِّداً جملة لبندكتس السادس عشر: “الحبّ الحقيقيّ لا يمحو الفوارق، بل يجعلها تتّحد”، داعياً الجميع إلى التصفيق للبابا بندكتس “الذي لا بدّ من أنّه يشاهدنا”.
ثمّ أضاف في كلمته: “علينا أن نصلّي لننعم بالحلم نفسه، حلم يوحّدنا”. ووجّه سؤالاً لكلّ من الحاضرين: “أتؤمن بهذا الحبّ؟ أيستحقّ هذا الحبّ العناء؟” فأجاب الجميع “نعم، نعم”، ليُجيبهم عندها: “إذاً لا تخافوا من الحبّ الذي هو لطف وخدمة!”
ودعا الأب الأقدس الشباب إلى إغماض عيونهم والصلاة للعذراء “التي عرفت ما هو الحبّ وأجابت: ها أنذا أمة للرب، فليكن لي بحسب قولك. إنّ يسوع يسألكم: أتريدون أن تتبعوا مريم؟ أجيبوا إذاً: أنا أمة الرب، فليكن لي بحسب قولك… هل نتجرّأ على أن نقول إننا خدّام الرب، وليكن لنا بحسب قوله؟؟ أطلب منكم أن تجيبوا بصمت. وما سيُظهر الرجاء الذي فيكم هو وجهكم لدى عودتكم إلى منازلكم”.
في السياق عينه، دعا البابا الشباب إلى أن يُردّدوا جملة “يا رب، علّمني أن أحبّ كما أحببتنا أنت”، ثمّ انتهت السهرة بصلاة للشباب والسلام والمسيحيّين المضطهدين، ثمّ بصلاة الأبانا والبركة وصلاة “السلام علينا أيتها الملكة” مع تكريم للعذراء بالزهور.