“إنّ الشباب أحد المواقع اللاهوتيّة التي يسمح لنا الرب فيها أن نعرف بعضاً من انتظاراته وتحدّياته لبناء الغد”: هذا ما كان البابا فرنسيس قد أكّده لأساقفة أميركا الوسطى على هامش سينودس تشرين الأول من العام 2018.
أمّا الآن، ولمناسبة زيارته باناما، فقد أراد البابا أن يلتقي أساقفة بلدان أميركا الوسطى الستّة معاً (باناما، السالفادور، كوستا ريكا، غواتيمالا، هوندوراس، ونيكاراغوا). وبحسب ما كتبته أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت، حصل هذا اللقاء البارحة في كنيسة القديس فرنسيس الأسيزي، حيث تلا الأب الأقدس كلمة على مسامع الأساقفة.
وأصرّ الحبر الأعظم في كلمته على أنّ تحديات هذه المنطقة تتركّز على الشباب: “إنّ أيّام الشبيبة العالميّة هذه هي فرصة فريدة للخروج إلى لقاء شبابنا والاقتراب من واقعهم. فهم مليئون بالرجاء وبالرغبات، إلّا أنّ الكثير من الجروح تطبعهم أيضاً، وهم يحملون قلقاً علينا أن نقيّمه ونحترمه ونرافقه، لأنّ هذا القلق يذكّرنا بأنّ الراعي لا يكفّ أبداً عن كونه رسولاً ولا يتوقّف عن السَير. فهذا القلق “الصحّي” يُحرّكنا ويتجاوزنا”.
كما وانطلق البابا في كلمته من مِثال القديس أوسكار روميرو أسقف السالفادور الشهيد، للتطرّق إلى حبّ الكنيسة وإلى الهجرة أيضاً.
لن ننسى أن نذكر أيضاً أنّ البابا أطال الحديث عن موضوع العلاقة بين الأساقفة والكهنة، وحثّ الأساقفة على أن يكونوا دائمي الاستعداد “للاستقبال”: “من ضمن جداول أعمالنا، يجب أن يُتاح لنا الوقت لاستقبال كهنتنا ومرافقتهم ودعمهم ضمن واحة حقيقيّة من الاهتمام بهم. فهذا ما يجعلنا آباء مُثمرين”.
ثمّ ختم البابا كلمته متطرّقاً إلى الفقر في الكنيسة، على صورة المسيح الفقير: “إنّ الفقر هو أمّ وحاجز يحفظ قلبنا كي لا ينزلق نحو التزامات تُضعف الحرية والجرأة حيال ما ينادينا الله لأجله”.