Jeunes prisonniers, Las Garzas de Pacora, Panama© Vatican Media

البابا لمساجين شباب في باناما: أصغوا إلى الأصوات المُشجِّعة

رتبة التوبة في سجن

Share this Entry

“لِمَن لا يعتقد أنّه يستطيع أن يتغيّر، هذا ليس صحيحاً”: هذا ما أكّده البابا فرنسيس أمام مساجين شباب من باناما البارحة في 25 كانون الثاني قائلاً لهم: “كلّ واحد منّا هو أكثر من التصنيف الذي يُلصَق به… هناك أوقات يبدو فيها أنّ النميمة تربح، لكن لا تصدّقوا ذلك ولا تُصغوا إلى النميمة. ابحثوا عن الأصوات التي تُشجّع للنظر إلى المستقبل وأصغوا إليها، وليس إلى الأصوات التي تشدّكم نحو الأسفل”.

في اليوم الثالث لزيارته باناما ضمن إطار أيّام الشبيبة العالمية الرابعة والثلاثين، احتفل البابا فرنسيس برتبة توبة مع عشرات الشباب المساجين في سجن “لا غارزاس” للقاصرين في مدينة باكورا على بُعد خمسين كيلومتراً عن باناما. وبحسب ما نقلته لنا الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت، عرض البابا على المساجين “نظرتَين مختلفتين: نظرة عاقر وغير مُنتجة وهي نظرة النميمة والثرثرة، ونظرة تدعو إلى التحوّل والارتداد، أي نظرة الرب”.

وقد أشار الأب الأقدس في تأمّله إلى أنّه “مع حياة الناس، يبدو من الأسهل وضع عناوين ولافتات لا تطبع الماضي وتصفه فحسب، بل الحاضر أيضاً ومستقبل الأشخاص. وتلك العناوين إنّما تُقسِّم الناس وتضع “الصالحين” هنا، و”الأشرار” هناك… لكنّ هذا التصرّف يُلوّث كلّ شيء لأنّه يرفع جداراً غير مرئيّ يجعلنا نعتقد أنّ التهميش أو الفصل أو العزل يحلّ المشاكل بشكل ساحر. وعندما يسمح مجتمع بهذا، وعندما يكون جُلّ ما يفعله هو الهمس، يدخل هذا المجتمع في حلقة مُفرغة من الانقسامات والاتّهامات المضادة والإدانات”.

ثمّ دافع الحبر الأعظم في كلمته عن “الحبّ الذي لا وقت لديه ليهمس، بل يبحث عن كسر حلقة الانتقاد غير النافع وغير المبالي، والحبّ الذي يتفهّم تعقيد الحياة وكلّ حالة من حالاتها: إنّه حبّ يعمل على ديناميّة قادرة أن تقدّم طرقاً وفرصاً للإدماج وللتغيير وللشفاء والمسامحة، طرقاً للخلاص”.

كما وحذّر الأب الأقدس من مرض المجتمع قائلاً: “إنّ المجتمع يمرض عندما لا يعود قادراً على الاحتفال عندما يتوب أولاده، وعندما يعيش على النميمة الخانقة والمُدينة وغير العقلانيّة. لكنّ المجتمع يكون مثمراً عندما يفلح في توليد ديناميّات قادرة على الإدماج، وعندما يبذل جهداً لخلق مستقبل عبر المجموعات والثقافة والعمل”.

ثمّ شجّع البابا سامعيه الشباب قائلاً لهم: “ناضلوا وابحثوا عن طرق الإدماج والتغيّر. وإن شعرتم أنكم لا تعرفون كيفيّة فعل ذلك، لا تستسلموا بل حاولوا مجدداً”.

نشير هنا إلى أنّه بعد تأمّله، أصغى البابا إلى اعترافات 5 شباب، ثمّ قدّم للمساجين هديّة هي كناية عن تمثال للمسيح المصلوب من الحديد المطروق، وهو عمل للفنّان بييترو ليتييري الإيطاليّ. أمّا المعنى اللاهوتي للتمثال كما أعطاه الكرسي الرسولي فهو أنّ “المسيح صاحب الوجه المتألّم ليس مصلوباً على صليب تقليديّ، بل على فرع غصن زيتون: عبر تضحية المسيح الذي صعد إلى الجلجلة لأجل فداء البشريّة، تمّ إحلال “سلام” بين الله والإنسان”.

من الجدير بالذكر أنّ أحد الشباب قدّم شهادة حياة أصغى إليها البابا، فيما شابة أخرى من الهوندوراس أنشدت أغنية حول التحرّش الجنسيّ ألّفتها بذاتها، وقد “أثّرت كثيراً بالبابا”.

Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير