“أنا أدعوكم اليوم أن تضعوا تحت رداء مريم كلّ القلق والحاجات والألم التي حملتموها والجراحات التي تعانون منها حتى تأتي إلينا مثل السامري الصالح وتنجّينا بأمومتها وحنانها، وابتسامة الأمّ”: إنها دعوة البابا فرنسيس التي وجّهها إلى شبيبة باناما بعد أن زار البلاد لمناسبة الأيام العالمية للشبيبة قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي.
في الواقع، توجّه البابا في اليوم الأخير من زيارته إلى مركز لذوي الاحتياجات الخاصة أو مرضى السيدا في باناما. وفي ختام الزيارة، بدأ بصلاة التبشير الملائكي مع الشبيبة وموظّفي المركز.
قام باستقبال البابا صبي صغير يرتدي الزي الفرنسيسكاني مرتّلاً صلاة القديس فرنسيس الأسيزي: “يا رب استعملني لسلامك”. وبعد انتهاء صلاة التبشير الملائكي، صلّى البابا على نية المآسي التي ضربت البرازيل وكولومبيا والفلبين وعلى نية الوضع السياسي في فنزويلا.
وقد قال البابا: “عند التحضير لهذا اللقاء، استطعت أن أقرأ شهادة عضو في المركز لمس قلبي لأنه كان يقول: “هنا، وُلدتُ من جديد”. إنّ هذا المركز وغيره من المراكز هي علامة الحياة الجديدة التي يرغب بها الربّ. من السهل علينا أن نثبّت إيمان إخوتنا من خلال ترجمة هذا الإيمان بالعمل وتضميد الجراحات والتحفيز على الرجاء والتشجيع على الإيمان…. هنا الكنيسة تولد وتنمو باستمرار من خلال المحبّة”.
وتابع: “نبدأ بالولادة من جديد عندما يمنحنا الروح القدس عيونًا لنرى فيها الآخرين، كما كان يقول الأب دومينغو، ليس كأقرباء بل مثل “قريبنا”. وقد قال لنا الإنجيل مرة عندما سُئل يسوع: “من هو قريبي؟” (راجع لو 10: 29). لم يُجب بالنظريات ولم يستخدم الخطاب الجميل أو الرفيع بل استخدم مثلاً، مثل السامري الصالح وهو مثال ملموس من الحياة الواقعية تعرفونه جيدًا وتعيشونه. القريب هو قبل أي شيء وجه نلتقي فيه في الطريق، نتأمّله ونتأثّر به…”
ثم تحدّث البابا عن إنشاء المركز بأنه يشابه إنشاء عائلة حيث فيها تنشأ العلاقات من خلال اللفتات البسيطة واليومية والتعاون: “لا يمكن لأي أحد أن يكون غير مبالٍ أو غريب بما أنّ كل شخص هو حجر أساسي في البناء وهذا يعني أن نسأل الرب أن يمنحنا النعمة لنتعلّم الصبر والغفران؛ أن نتعلّم أن نبدأ كلّ يوم من جديد…”