Saint Hugh of Lincoln Exorcises a Man Possessed by the Devil

WIKIMEDIA COMMONS

التقسيم: دور الإصغاء والمرافقة

القسم الثاني من مقالة التقسيم: خدمة، أنجلة جديدة ومرافقة روحيّة

Share this Entry

إنّ موضوع التقسيم شامل ولا يمكن حصره بالبعد الرّوحي فحسب، بل يجب أن يكون تحت مجهر جميع العلوم الإنسانيّة والأبحاث المتطوّرة، وكلّ ذلك يعود بالخير والفائدة على الإنسان، كما ذكرنا آنفًا. فالمسيح هو أوّل من ميّز وبوضوح وسيلةَ علاجٍ فعالة تستند الى العلاقة الشخصيّة وإعلان الكلمة والوقوف عند صرخات ونداءات المتألّمين والضارعين إليه؛ كما أنّه ميّز جيّدًا بين ما هو مرضيّ وما هو مسٌّ شيطاني. المقسّمون الذين تعيّنهم الكنيسة رسميًا يتمتّعون بقدرة تمييز عالية، ويعرفون أنّه لا يجب إعتبار كل قاصدٍ لهم ممسوسًا! قال لي مرّة الأب Carmine De Filipis الراهب الكبوشي والمقسّم في أبرشيّة روما منذ 35 سنة، إنّ من يأتي إلى المقسّم ويعتقد بأنّه ممسوس فهو في تمييز أوّل ليس كذلك. وحين سألته عن  السبب أجابني: “يا بنيّ، الشّيطان يخفي ذاته وليس من مصلحته أن يفضح أمره. ولو استطاع أن يتحمّل صلاة التّقسيم لما بقي مختبئًا”. هذا ما يجعلنا نعي أهميّةَ التنسيق بين التمييز الرّوحي الّذي لا بدّ منه والتمييز النفسي. لذلك فالمرافقة والإصغاء والتمييز أمورٌ لا بد منها. وأحيانًا عند صعوبة التمييز تكون صلاة التقسيم بحدّ ذاتها وسيلة التمييز الأخيرة. ولا ننسى أن هناك بعض الحالات تَحمل البعدين الرّوحي والنفسي، مما يستدعي إحالتها على المقسّم والطبيب النفسي في الوقت عينه، ولقد شهدتُ على حالة مماثلة عند الأب Carmine، حيثُ كان مُوكلاً  أمرها دائمًا إلى طبيبة نفسيّة ترافقها.

بعد هذه التوضيحات ننتقل للتكلّم على البعد الرعويّ وأهمّيته، مسلّطين الضوء على وثيقة التعميم الرعويّ حول مسألة الشرّ والشرير وحرص الكنيسة بأن تكون قريبة ممّن يعانون هذا النوع من الإضطرابات “مقدّمة لهم العون الإنساني والروحي اللازمين…” لأنّ مرافقة هؤلاء الأشخاص عمل رعوي بامتياز وبداية للتنشئة على الإيمان بعيدًا عن الشعوذات وتندرج تحتَ مُسمّى الحكمة والمحبّة الرّاعويّة؛ فهي، كما يدعوها الأب Carmine، “أنجلة جديدة!”

 – يتبع –

Share this Entry

الخوري بولس مطر

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير