كلّ الشّرور نابعة من عدم التّربية….
يتجدّد العالم بالتّربية…
المرأة… ركن العائلة، أمّ الولد، ومصدر تهذيبه في مجتمع العائلة الصّغير، إنّها أساس المجتمع الإنسانيّ…
الطّوباويّ أبونا يعقوب الكبّوشيّ
تدثّر أبونا يعقوب بعباءة الوعظ، والإرشاد. تمسّك بصولجان الإيمان، وأطلق العنان للسانه ، فأضحى مربّيا، وحكيمًا مرسلا تعاليمه إلى أفئدة السّامعين، معتبرًا أنّه بوق الله، ينادي بصوته ليزيد النّاس إيمانًا، وخيرًا، وفرحًا…
برى صليب سبحته، لكثرة ما حملها، وصلّى بها… اتّكل على مناجاته الرّبّ، ليستطيع الولوج إلى حنايا سامعيه. اهتمّ ببناء الإنسان المؤمن، والخيّر… اهتمّ ببناء العائلة، وتدعيم الأبناء، بركائز التّربية الصّالحة، الّتي تبثّها الأمّ في نفوس أولادها… لأجل ذلك اعتبرها مبدأ المجتمع الإنساني، وأساسه…
بقدر ما تربي الأمّ أولادها، وترعاهم، وتعلّمهم، تبعد عناكب الشّر من أن تعشّش في زوايا بيتها…
يراع تربية الأمّ، هي سبحة صلاتها… إيمانها يحرّك قلب الرّبّ… لأجل ذلك يمدّها بمرونة، وقوّة، وحكمة…يزوّدها بقدرة على التحمّل، والصّبر…
نراها تعطف على صغارها، وتحميهم، تطعمهم وترويهم، وتدافع عنهم، وتضحّي بنفسها من أجلهم، كما يحمي الرّبّ أبناءه، تحت ستر جناحيه.
“فبنو البشر في ظلّ جناحيك يحتمون. يروون من دسم بيتك، ومن نهر نعمك تسقيهم”(مزمور 36/ 2-3)
يعتبر أبونا يعقوب أنّنا في أشدّ الحاجة، إلى وجود بنات يقفن بوجه تيّار الفساد، فالشّرور نابعة من عدم التّربية.
يتساءل الكبّوشيّ: ” كيف يمكن لهذه الإبنة أن تقدّس عائلتها، إن كانت لم تتقدّس في أيّام قداستها؟ افهمي يا ابنتي قيمة الزّمن .افهمي دعوتك المقدّسة”
يدعونا هذا التّساؤل إلى الإمعان بأحوال ذواتنا، وبيوتنا ومجتمعنا… كلّنا مدعوّون إلى القداسة… فلِمَ نضلّ الطّريق؟؟؟؟
يدعونا إلى النّظر في ما تؤول إليه عائلتنا… نتخبّط يوميًّا بهموم تبعدنا عن رؤية بريق جواهر أهدانا إيّاها الرّبّ… نحيا في ضباب حالك… نهرول لا نعرف إلى أين…. نثعثّر بخطواتنا…
لنتشبّه بمريم، أمّ الرّبّ…
لنتعلّم منها حسن التّربية، لنبنِ عائلاتنا على البركة، والحبّ، والخير… فهي أمّ، ومربيّة وعائلتها مقدّسة.
إنّها أمّ المخلّص… لنسعَ إلى الخلاص… لنطلب شفاعة السّيّدة العذراء ، فهي خير من يقودنا إلى الحكمة، لعيش التّفاني، والطّاعة، والقناعة …
إنّها خير من يهدينا إلى أن نسير برفقة أولادنا، إلى فرح وحيدها….