“عرف القديس يوحنا بوسكو أن يجعل الشباب الذين كان يلتقيهم يشعرون بمعانقة الله لهم، عبر تقديم الرجاء لهم، بالإضافة إلى المسكن والمستقبل”: البارحة، أي عشيّة عيد القدّيس يوحنا بوسكو (1815 – 1888) مؤسّس الساليزيين، ذكّر البابا فرنسيس المؤمنين الذين التقاهم خلال المقابلة العامّة في قاعة بولس السادس في الفاتيكان بعيد القدّيس، قائلاً لهم: “غداً سنحتفل بعيد يوحنا بوسكو أب الشباب ومعلّمهم. كان كاهناً شجاعاً”.
وأضاف أيضاً بحسب ما ورد في مقال أعدّته الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت: “فلتساعدنا شهادته جميعاً على التفكير في أهمية تعليم الأجيال الجديدة على القيم البشريّة والروحيّة الأصيلة”.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّه في بداية شهر كانون الثاني، وضمن مقدّمة كتاب “فرح الإنجيل مع دون بوسكو”، أشار الأب الأقدس إلى أنّ رسالة القدّيس كانت “رسالة ثوريّة، في حقبة كان الكهنة يعيشون فيها بعيداً عن الشعب، وكان هو يمدّ جميع الشباب الذين يُبعدهم عن الشوارع بالفرح وبعناية المُعلِّم الحقيقيّ… وفي منطقة تورينو الصناعيّة التي كانت تجذب مئات الشباب الذين يبحثون عن عمل، كان دون بوسكو ينزل إلى الشوارع ويدخل ورش البناء والمصانع والسجون. كان يحمل فرح الإنجيل، وكان دائماً يرحّب بالجميع على الرغم من التعب اليوميّ. فبالنسبة إليه، كانت القداسة تقضي بأن يكون دائماً فرِحاً. لم يكن قدّيساً حزيناً معكِّراً للفرح، ولا قدّيساً “بوجه الجمعة العظيمة”، بل كان قدّيساً “بوجه يوم أحد الفصح”.”