أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء،
فيما أشكر الله الذي رافقنا هذه الأيام، أودّ أن أشكركم على الروح الكنسيّة والعمل الملموس الذي أظهرتموه بسخاء كبير.
لقد حمَلَنا هذا العمل إلى الاعتراف، مرّة جديدة، بأن خطورة آفة الاعتداء الجنسي على القاصرين هو ظاهرة منتشرة تاريخيًّا للأسف في جميع الثقافات والمجتمعات. وقد أصبحت، فقط في الآونة الأخيرة نسبيًّا، موضوع دراسات منهجيّة، بفضل تغيير حساسية الرأي العام حول مشكلة كانت تعتبر في الماضي من المحظورات، أي أن الجميع كان يعلم بوجودها ولكن لا يتكلّم عنها أحد. هذا يعيد إلى الأذهان أيضًا الممارسة الدينية الوحشية، التي كانت واسعة الانتشار في الماضي في بعض الثقافات، من تقديم ذبائح بشريّة -غالبًا من الأطفال- في الطقوس الوثنية. ولكن الإحصاءات المتوفرة، اليوم أيضًا، حول الاعتداء الجنسي على القاصرين، والتي وضعت من قِبَلِ مختلف المنظّمات والهيئات الوطنيّة والدوليّة (منظّمة الصحّة العالميّة، يونيسيف، إنتربول، يوروبول وغيرها)، لا تمثّل الكيان الحقيقيّ للظاهرة التي غالبًا ما يُستخفّ بها لأن هناك الكثير من حالات الاعتداء الجنسي على القاصرين التي لا يتمّ الإبلاغ عنها[1]، ولا سيما لأن الغالبيّة العظمى من هذه الاعتداءات يتم داخل الأسرة.
نادرًا ما تكشف الضحايا عما حدث وتطلب المساعدة[2]. وقد يكون خلف هذا التردّد الخجل أو الارتباك أو الخوف من الانتقام أو الشعور بالذنب أو انعدام الثقة في المؤسّسات، أو التكييف الثقافي والاجتماعي، ولكن أيضًا الجهل بالخدمات والهيكليات التي باستطاعتها تقديم المساعدة. ويؤدّي الألم، للأسف، إلى المرارة، أو حتى الانتحار، أو في بعض الأحيان إلى الانتقام من خلال القيام بالشيء نفسه. الشيء الوحيد المؤكّد هو أن ملايين الأطفال في العالم هم ضحايا الاستغلال والاعتداء الجنسي.
من المهمّ هنا أن ننقل البيانات العامّة –التي هي، في رأيي، جزئية على الدوام- على المستوى العالمي[3]، الأوروبي، والآسيوي، والأمريكي، والأفريقي والأوقيانوسي، كي نعطي صورة عن خطورة وعمق هذه الآفة في مجتمعاتنا[4]. أودّ، قبل كلّ شيء، وتجنبا لمجادلات غير ضرورية، أن أشير أنَ ذِكرَ بعض البلدان يهدف فقط إلى نقل البيانات والإحصائية الواردة في التقارير المذكورة أعلاه.
الحقيقة الأولى التي تظهر من المعلومات المتوفّرة هي أن من يرتكب الاعتداءات، أو العنف (الجسدي، الجنسي أو العاطفي) هم خاصةً الوالدين، والأقارب، وأزواج القاصرات، والمدرّبين والمعلّمين. بالإضافة إلى ذلك، ووفقًا لبيانات اليونيسف لعام 2017 العائدة لـ 28 بلدًا في العالم، فإن بين 10 مراهقات أجبرن على ممارسة علاقات جنسيّة قسريّة، هناك 9 منهنّ قد كشفن أن من أعتدى عليهن كان شخصا معروفا أو قريبا من الأسرة.
وفقًا للبيانات الرسمية للحكومة الأمريكية، يقع في الولايات المتّحدة أكثر من 700.000 طفلا ضحية للعنف ولسوء المعاملة كلّ عام، ووفقًا للمركز الدولي للأطفال المفقودين والمستغلّين (ICMEC)، فأن طفل من أصل 10 أطفال يتعرّض للاعتداء الجنسي. وفي أوروبا، وقع 18 مليون طفل ضحيّة للاعتداء الجنسي[5].
وإذا أخذنا إيطاليا مثلا، يظهر تقرير “الهاتف الأزرق” لعام 2016 أن 68.9٪ من الاعتداءات تحدث داخل منزل القاصر[6].
إن مسرح العنف ليس فقط البيئة المحلّية، ولكن أيضًا الحي والمدرسة والرياضة، وللأسف، أيضًا الكنيسة[7].
من الدراسات التي أجريت، في السنوات الأخيرة، حول ظاهرة الاعتداء الجنسي على القاصرين، ظهر أيضًا أن تطوير شبكة الانترنت ووسائل الإعلام قد ساهم بشكل كبير في زيادة حالات الاعتداء والعنف المرتكبة عبر الإنترنت. فالمواد الإباحية تنتشر انتشارًا سريعًا في العالم من خلال الشبكة. وقد اتّخذت آفة المواد الإباحية أبعادًا مخيفة، ولها آثار ضارّة على النفس وعلى العلاقات بين الرجال والنساء، وبينهم وبين الأطفال. وهذه الظاهرة هي في نموّ مستمرّ. إن جزءًا كبيرًا جدًا من الإنتاج الإباحي يستغلّ للأسف القاصرين الذين بهذه الطريقة يجرحون في كرامتهم بشكل خطير. وتوثق الدراسات في هذا المجال –وهو أمر محزن- أن هذا يحدث أكثر فأكثر بطرق مروعة وعنيفة؛ إننا نصل إلى ذروة أعمال الاعتداء على القاصرين، التي يتمّ إخراجها ومتابعتها عبر بث مباشر عبر شبكة الإنترنت[8].
أذكر هنا المؤتمر الدولي الذي عقد في روما حول قضيّة كرامة الطفل في العصر الرقمي؛ بالإضافة إلى المنتدى الأوّل بين الأديان من أجل مجتمعات أكثر أمانًا، والذي عقد، حول نفس الموضوع، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في مدينة أبو ظبي.
هناك آفة أخرى وهي السياحة الجنسية: وفقًا لبيانات منظّمة السياحة العالمية لعام 2017، فإن ثلاثة ملايين شخص في العالم يسافرون كلّ عام من أجل ممارسة الجنس مع قاصرين[9]. من المهمّ أيضًا هو أن مرتكبي هذه الجرائم، في معظم الحالات، لا يعترفون بأن ما يرتكبونه هو جريمة.
إننا بالتالي نواجه مشكلة عالمية وشاملة للأسف في كلّ مكان تقريبًا. وهنا يجب أن نكون واضحين: إن عالميّة هذه الآفة، فيما تؤكّد خطورتها في مجتمعاتنا[10]، لا تقلّل من شناعتها داخل الكنيسة.
إن وحشيّة هذه الظاهرة على المستوى العالميّ تصبح أكثر خطورة وأكثر خزيًا في الكنيسة، لأنها تتناقض مع سلطتها الأدبية ومصداقيتها الأخلاقية. فالشخص المكرّس، الذي اختاره الله لتوجيه النفوس إلى الخلاص، ينساق لهشاشته البشرية، أو لمرضه، ويصبح بذلك أداة للشيطان. إننا نرى في الاعتداءات يد الشرّ التي لا تنجو منها حتى براءة الأطفال. لا توجد تفسيرات كافية لهذه الاعتداءات ضدّ الأطفال. يجب علينا أن نعترف بكلّ تواضع وشجاعة بأننا أمام سرّ الشرّ، الذي يحتدم ضدّ الأشخاص الأكثر ضعفًا لأنهم صورة يسوع. وهذا هو السبب في أن الوعي في الكنيسة قد ازداد، لا حول واجب محاولة القضاء على الاعتداءات الخطيرة بإجراءات تأديبية ومحاكمات مدنيّة وكنسيّة وحسب، وإنما أيضًا عبر واجب مواجهة الظاهرة بشكل حاسم سواء داخل الكنيسة أو خارجها. إن الكنيسة تشعر بالدعوة إلى محاربة هذا الشرّ الذي يطال محور رسالتها: البشارة بالإنجيل للصغار وحمايتهم من الذئاب الشرهة.
وأودّ هنا أن أؤكّد مجدّدًا وبوضوح: إذا ما ظهرت في الكنيسة حالة واحدة من الاعتداء -والتي هي في حدّ ذاتها أمر في غاية البشاعة- سيتمّ التعامل مع هذه القضيّة بأقصى قدر من الجدّية. أيها الإخوة والأخوات، إن الكنيسة ترى في غضب الشعب المبرر، انعكاسًا لغضب الله، الذي قد خانه وصفعه هؤلاء الأشخاص المكرّسين غير الأمناء. إن صدى صرخة الصغار المكتومة، والذين بدل من أن يجدوا في هؤلاء آباء ومرشدين روحيين، قد وجدوا جلّادين، سيزلزل القلوب المخدّرة بالنفاق وبشهوة السلطة. من واجبنا أن نصغي باهتمام إلى هذه الصرخة الصامتة والمكتومة.
من الصعب، بالتالي، فهم ظاهرة الاعتداء الجنسي على القاصرين دون النظر في شهوة السلطة، لأن الاعتداءات هي دائمًا نتيجة لإساءة استعمال السلطة، واستغلال للوضع الأدنى للشخص المعتدى عليه والذي يسمح بالتلاعب بضميره، وبهشاشته النفسية والجسدية. كما أن إساءة استخدام السلطة هي حاضرة أيضًا في أشكال أخرى من الاعتداء التي يقع ضحيّتها ما يقرب من خمسة وثمانين مليون طفلا، منسيّين من الجميع: الأطفال-الجنود، القاصرات المجبرات على التَعهر، والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، والأطفال المخطوفين، والذين غالبًا ما يكونوا ضحايا التجارة البشعة بالأعضاء البشرية، أو الذين يحوّلوا إلى عبيد، والأطفال ضحايا الحروب، والأطفال اللاجئين، والأطفال الذين تمّ إجهاضهم، وهلمّ جرا.
إن التفسيرات التجريبية، إزاء الكثير من القسوة، والكثير من “الأطفال الذبائح” لإله السلطة والمال والتكبر والاعتزاز، لا تكفي. فهي غير قادرة على فهم مدى اتساع وعمق هذه المأساة. إن علم التأويل الوضعي يثبت محدوديته مرّة أخرى. فهو يعطينا تفسيرًا حقيقيًّا يساعدنا على اتّخاذ التدابير اللازمة، ولكنه غير قادر على إعطائنا المعنى. ونحن اليوم بحاجة إلى تفسيرات وإلى مدلولات. سوف تساعدنا التفسيرات كثيرًا في المجال العملي، لكنها ستتركنا في منتصف الطريق.
ماذا هو بالتالي “المعنى” الوجودي لهذه الظاهرة الإجرامية؟ إنه اليوم، إذ نأخذ بعين الاعتبار اتساعها وعمقها البشري، ليس سوى الظهور الحالي لروح الشرّ. وإن لم نأخذ بعين الاعتبار هذا البُعد، فسوف نبقى بعيدين عن الحقيقة وبدون حلول حقيقية.
أيها الإخوة والأخوات، إننا نواجه اليوم مظهرًا من مظاهر الشرّ، الوقح والعدواني والمدمّر. روح الشرّ يكمن خلفها وفي داخله. إنه الروح الذي يشعر، في كبريائه واعتزازه، بأنّه سيّد العالم[11] ويعتقد أنه قد انتصر. وأودّ أن أقوله لكم بسلطة الأخ والأب، الصغير والخاطئ بالطبع، لكن راعي الكنيسة الذي تترأس في المحبّة: أرى في هذه الحالات المؤلمة يدَ الشرّ التي لا تنجو منها حتى براءة الأطفال. وهذا يقودني إلى التفكير في مثال هيرودس الذي، الذي دفعه خوفه من فقدان سلطته، بأن يأمر بقتل جميع أطفال بيت لحم[12]. هناك شيطان وراء هذا.
ومثلما يجب علينا اتّخاذ جميع التدابير العمليّة التي يقدّمها لنا الحسّ السليم، والعلوم والمجتمع، يجب كذلك ألّا نغفل عن هذا الواقع وأن نأخذ التدابير الروحية التي يعلّمنا إياها الربّ نفسه: الإذلال، اتّهام أنفسنا، الصلاة والتوبة. إنها الطريقة الوحيدة للتغلّب على روح الشرّ. هكذا انتصر عليه يسوع[13].
سيكون هدف الكنيسة بالتالي هو الاصغاء إلى القاصرين الذين يتعرّضون للاعتداء والاستغلال والنسيان أينما كانوا، وحمايتهم والاعتناء بهم. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، يتحتم على الكنيسة أن ترتفع فوق كلّ الجدالات الإيديولوجية والسياسات الصحفيّة التي غالبًا ما تستغلّ، من أجل مصالح مختلفة، نفس المآسي التي يمرّ بها الصغار.
لقد حان الوقت، بالتالي، كي نتعاون معًا من أجل استئصال هذه الآفة البشعة من جسد إنسانيتنا، ونتّخذ جميع التدابير اللازمة والمعمول بها على المستوى الدولي وعلى المستوى الكنسي. لقد حان الوقت لإيجاد التوازن الصحيح بين مختلف القيم، وإعطاء مبادئ توجيهية موحّدة للكنيسة، متجنّبين موقفَين متطرّفَين من عدالة غاشمة متسرعة، تنبع من الشعور بالذنب عن أخطاء الماضي والضغط من قِبَلِ الإعلام، ومن دفاع عن النفسالذي لا يعالج أسباب هذه الجرائم الخطيرة وعواقبها.
وفي هذا السياق، أودّ أن أشير إلى “أفضل الممارسات” التي تم إعدادها، تحت إشراف منظمة الصحّة العالمية[14]، من قبل مجموعة من عشرة وكالات دولية طوّرت واعتمدت مجموعة تدابير تسمى INSPIRE، أي سبع استراتيجيات للقضاء على العنف ضد الأطفال[15].
إن الكنيسة، معتمدة على هذه المبادئ التوجيهية، في مسارها التشريعي، وأيضًا على العمل الذي أنجزته اللجنة البابوية لحماية القاصرين في السنوات القليلة الماضية، وعلى مساهمة هذا الاجتماع، ستركّز على الأبعاد التالية:
- حماية الأطفال: الهدف الأساسيّ لأيّ إجراء هو حماية الصغار ومنع وقوعهم ضحيّة لأيّ اعتداء نفسيّ وجسدي. ولذا من الضروري تغيير العقليّة لمكافحة الموقفالدفاعي-التفاعلي بحجّة حماية المؤسّسة، من أجل بحث صادق وحاسم عن مصلحة الجماعة، مع إعطاء الأولويّة لضحايا الاعتداءات بكلّ معنى الكلمة. يجب أن تبقى أمام أعيننا على الدوام وجوه الصغار البريئة، متذكّرين كلمات المعلّم: “وأَمَّا الذي يَكونُ حجَرَ عَثرَةٍ لأَحدِ هؤلاءِ الصِّغارِ المؤمِنينَ بي فَأَولى بِه أَن تُعلَّقَ الرَّحى في عُنُقِه ويُلقى في عُرْضِ البَحْر. الوَيلُ لِلعالَمِ مِن أَسبابِ العَثَرات! ولابُدَّ مِن وجُودِها، ولكِنِ الوَيلُ لِلَّذي يكونُ حَجَرَ عَثرَة!” (متى 18، 6- 7).
- جدية لا تشوبها شائبة: أودّ أن أؤكّد أن “الكنيسة لن تَعفي نفسَها من القيام بكلّ ما هو ضروريّ لتسليم أيّ شخص ارتكب مثل هذه الجرائم إلى العدالة. لن تحاول الكنيسة أبدًا تغطية أيّة قضيّة أو التقليل من شأنها” (كلمة البابا فرنسيس إلى الكوريا الرومانية، 21 ديسمبر/كانون الأول 2018). لأنها مقتنعة “ان خطايا وجرائم الأشخاص المكرّسين تتلوّن بألوان أكثر قتامة من الخيانة والعار، وتشوّه وجه الكنيسة، فتقوّض مصداقيتها. والكنيسة في الواقع، مع أبنائها المؤمنين، هي أيضًا ضحيّة هذه الخيانة وما يمكن أن يسمّى حقًا بجريمة غدر” (نفس المرجع).
- تطهير حقيقي: على الرغم من الإجراءات المتّخذة والتقدّم المُحرز في الوقاية ضدّ الاعتداءات، فإنه من الضروري فرض التزام متجدّد ودائم من أجل قداسة الكهنة، فإن تشبّههم بالمسيح الراعي الصالح هو حقّ من حقوق شعب الله. تؤكّد الكنيسة بالتالي “على إرادتها الثابتة بالاستمرار، بكلّ قوتها، في طريق التطهير. سوف تتساءل الكنيسة، مستفيدة أيضًا من الخبراء، عن كيفيّة حماية الأطفال؛ وكيفيّة تجنّب مثل هذه الكوارث، وكيفيّة معالجة الضحايا وإعادة دمجهم؛ عن كيفيّة تعزيز التنشئة في المعاهد الدينية والإكليريكيات […] سنحاول أن نحوّل الأخطاء التي ارتُكِبَت إلى فرص للقضاء على هذه الآفة، ليس فقط في جسد الكنيسة ولكن أيضًا في جسد المجتمع” (نفس المرجع). وتقودنا مخافة الله المقدّسة إلى أن نتّهم أنفسنا -كأشخاص وكمؤسّسة- وأن نصلح إخفاقاتنا. أن نتّهم أنفسنا: إنها بداية حكيمة، مرتبطة بمخافة الله المقدّسة. أن نتعلّم أن نتّهم أنفسنا، كأشخاص، وكمؤسّسات، وكمجتمع. في الواقع، يجب ألّا نقع في فخ اتّهام الآخرين، التي هي خطوة نحو التحجج الذي يفصلنا عن الواقع.
- الوقاية: أي الحاجة إلى اختيار المرشّحين للكهنوت وتنشئتهم عبر معايير ليست فقط سلبية، ولا سيما فيما يتعلّق باستبعاد الأشخاص غير المتوازنين، ولكن أيضا بمعايير إيجابية، أي عبر توفير مسار تنشئة متوازن للمرشّحين المناسبين، يتوق إلى القداسة ويتضمّن فضائل العفة. لقد كتب القدّيس بولس السادس في رسالته العامّة “بتوليّة الكهنوت” (Sacerdotalis caelibatus): “إن حياة الكاهن البتول التي هي التزام كامل ودقيق، في كلّ بنيتها الداخلية والخارجية، تستثني أشخاصًا غير متوازنين بشكل كافٍ من وجهة النظر النفسية والجسدية والأخلاقية، ولا يمكن أن يقال، في هذا المجال، إن النعمة تحلّ محلّ الطبيعة”(عدد 64).
- تعزيز المبادئ التوجيهية للمجالس الأسقفية والتحقّق منها: أي إعادة التأكيد على الحاجة إلى وحدة الأساقفة في تطبيق المعايير التي تعادل القواعد وليس فقط المبادئ التوجيهية. قواعد وليس فقط مبادئ توجيهية. يجب عدم التستر على أي اعتداء (كما كان معتادًا في الماضي) وعدم الاستهانة به، نظرًا لأن التستر على الاعتداء يسهّل انتشار الشرّ ويعمِّق العثرة. يجب وضع نهج جديد فعّال للوقاية في جميع مؤسّسات ومجالات الأنشطة الكنسية.
- مرافقة الضحايا:إن الشرّ الذي عانوا منه ترك فيهم جروحًا لا تمّحى، وتتجلّى أيضًا في شكل الحقد والميل إلى التدمير-الذاتي. لذا فإن من واجب الكنيسة أن تقدّم لهم كلّ الدعم اللازم عن طريق الاستعانة بالخبراء في هذا المجال. الاصغاء، وأسمح لنفسي بالقول: “إهدار الوقت” في الاصغاء. الاصغاء يشفي الجرحى، كما يشفينا نحن أيضًا من الأنانية، ومن الجفاء، ومن قول “إن هذا الأمر لا يعنيني” ، ومن تصرّف الكاهن واللاوي في مثل السامري الصالح.
- العالم الرقمي:إن حماية القاصرين يجب أن تأخذ في عين الاعتبار الأشكالَ الجديدة من الاعتداءات الجنسية، ومن جميع أنواع الاعتداءات التي تهدّدهم، في البيئات التي يعيشون فيها وعن طريق الأدوات الجديدة التي يستخدمونها. يجب أن يكون الاكليريكيين والكهنة والرهبان والراهبات والعمال الرعويين على دراية بأن العالم الرقمي واستخدام أدواته، غالبًا ما يؤثّر بشكل أعمق مما يعتقدون. ينبغي تشجيع البلدان والسلطات على تطبيق جميع التدابير اللازمة للحدّ من المواقع التي تهدّد كرامة الرجل والمرأة ولا سيما القاصرين. أيها الإخوة والأخوات: ليس للجريمة حقّ في الحرية. من الضروري للغاية معارضة هذه الرجاسات عبر قرارات حاسمة، والسهر والنضال كيما لا ينتهك نموّ الأطفال ويتأثر بفعل حصولهم على المواد الإباحية دون أية رقابة، مما يترك علامات سلبية عميقة في أذهانهم وأنفسهم. يجب علينا أن نسعى جاهدين لنضمن ألّا يصبح الشبان والشابات، ولا سيما الإكليريكيين ورجال الدين، عبيدًا لإدمان يرتكز على الاستغلال والاعتداء الإجرامي على الأبرياء وعلى صورهم وعلى ازدراء كرامة المرأة والإنسان. نسلّط الضوء هنا على المعايير الجديدة “بشأن أخطر الجرائم” التي وافق عليها البابا بندكتس السادس عشر في عام 2010، حيث تمّت إضافة، كحالة إجرامية جديدة، “شراء صور إباحية لقاصرين أو امتلاكها أو نشرها”، من قِبَلِ أحد أعضاء رجال الدين “بأيّ شكل من الأشكال وبأيّ وسيلة”. وتَحدّثنا آنذاك عن “القاصرين دون سنّ 14″، أمّا الآن فنعتقد أنه يجب أن نرفع هذا الحدّ العمري لتوسيع حماية القاصرين والإصرار على خطورة هذه الحقائق.
- السياحة الجنسية:على سلوك تلاميذ وخدّام يسوع، ونظرتهم، وروحهم، أن يعرفوا كيف يروا صورة الله في كلّ إنسان، ابتداء من الأشخاص الأكثر براءة. ففقط عبر الاعتماد على هذا الاحترام الجذري لكرامة الآخر يمكننا أن نحميه من قوّة العنف المنتشرة ومن الاستغلال والاعتداءات والفساد، وأن نخدمه بمصداقيّة في نموّه المتكامل والبشري والروحي، وفي اللقاء مع الآخرين ومع الله. ومن أجل مكافحة السياحة الجنسية، من الضروري القيام بملاحقة قضائية، بالإضافة إلى إقامة دعم ومشاريع لإعادة إدماج ضحايا هذه الظاهرة الإجرامية. إن الجماعات الكنسية هي مدعوة لتعزيز الرعاية الراعوية للأشخاص الذين تستغلّهم السياحة الجنسية. ومن بين هؤلاء، فإن أكثر الفئات ضعفًا وحاجةً إلى مساعدة خاصة هم بالتأكيد النساء والقاصرين والأطفال؛ إلّا أن الأطفال يحتاجون إلى حماية واهتمام خاصّين. لتولِ السلطات الحكومية الأولويّة ولتعمل على وجه السرعة لمكافحة الاتّجار بالأطفال واستغلالهم اقتصاديًا. ولهذه الغاية، من المهمّ تنسيق الجهود على جميع مستويات المجتمع والعمل بشكل وثيق مع المنظّمات الدولية لإقامة إطار قانونيّ يحمي الأطفال من الاستغلال الجنسي في السياحة ويسمح بالملاحقة القانونيّة للمجرمين[16].
اسمحوا لي الآن أن أشكر جميع الكهنة والمكرّسين الذين يخدمون الربّ بإخلاص وبخدمة كلّية، والذين يشعرون بأنهم مهانون وأنهم يفقدون مصداقيتهم بسبب السلوك المشين لبعض الزملاء. فإننا نتحمّل جميعًا -الكنيسة، والمكرّسين، وشعب الله وحتى الله نفسه- عواقب عدم أمانتهم. وأشكر، نيابة عن الكنيسة بأسرها، الغالبية العظمى من الكهنة الذين لا يؤمنون فقط بالتبتّل، بل يبذلون أنفسهم في خدمة، أضحت اليوم أكثر صعوبة بسبب فضائح قلّة من الناس (مهما كانت قليلة فهي كثيرة). شكرًا أيضًا للمؤمنين الذين يعرفون جيّدًا رعاتهم الصالحين ويستمرّون بالصلاة من أجلهم وبدعمهم.
أودّ أخيرًا، التأكيد على أهمّية واجب تحويل هذا الشرّ إلى فرصة للتطهير. لنلقِ نظرة على شخصيّة إديث شتاين -القدّيسة تريزا بينيديكتا للصليب، مع اليقين بأن “أعظم الأنبياء والقدّيسون يظهرون في أحلك الليالي. ومع ذلك، فإن التيّار المحيي للحياة الروحيّة يظلّ مختفي. من المؤكّد أن الأحداث الحاسمة في تاريخ العالم تأثّرت بشكل أساسي بالأرواح التي لا يُقال عنها شيء في كتب التاريخ. أمّا النفوس التي يجب أن نشكرها على الأحداث الحاسمة في حياتنا الشخصية، فهو أمر لن نعرفه إلّا في اليوم الذي سينكشف فيه كلّ خفيّ”. إن شعب الله القدّوس، في صمته اليومي، بأشكال وبطرق عديدة، ما زال يبيّن ويثبت برجاء “ثابت” أن الربّ لا يتخلّى عن أبنائه، وأنه يعضد تفانيهم الثابت والصعب، في كثير من الحالات. إن شعب الله المؤمن والصبور، الذي يحيّه الروح القدس، هو أفضل وجه للكنيسة النبوية التي، في عطائها اليومي، تعرف كيف تضع ربها في المحور. وشعب الله المقدّس هذا سيكون هو بالتحديد الذي يحرّرنا من آفة الإكليروسية، التي هي الأرض الخصبة لكلّ هذه الفظائع.
إن النتيجة الأفضل والقرار الأكثر فعالية الذي يمكننا أن نعطيه للضحايا، ولشعب الكنيسة الأمّ المقدّسة، وللعالم بأسره، إنما هو التزامنا بتوبة شخصيّة وجماعيّة، ووداعة التعلّم، والاصغاء إلى الضعفاء، ومساعدتهم، وحمايتهم.
إنّي أوجّه نداءً مُلحًّا من أجل مكافحة شاملة ضدّ الاعتداء على القاصرين، الاعتداء الجنسي كما وجميع أنواع الاعتداءات، من قِبَلِ كافة السلطات والأفراد، لأنها جرائم بغيضة يجب محوها من على وجه الأرض: هذا ما تطالب به الضحايا الكثيرة التي تختبئ في الأسر وفي مختلف مجالات مجتمعنا.
***********
© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2019
[1] را. ماريا إيزابيل مارتينيز بيريز، الاعتداءات الجنسية على الأطفال والمراهقين: يتم الإبلاغ فقط عن 2 ٪ من الحالات، لا سيما عندما يكون الاعتداء داخل الأسرة. وتتراوح نسبة ضحايا الاعتداء الجنسي على الأطفال في مجتمعنا بين 15٪ و20٪. و 50٪ فقط من الأطفال يتكلّمون عن الاعتداءات التي يتعرّضون لها، ومن هذه الحالات، يتمّ الإبلاغ فقط عن 15٪ منها. ويتمّ فقط محاكمة 5٪ منها في نهاية الأمر (علم الجريمة والعدالة، 2012).
[2] إن شخص من بين ثلاثة أشخاص لا يتكلّم مع أحد عن الاعتداءات التي اختبرها (معلومات 2017 جمعتها المنظمة غير الربحية THORN).
[3] المستوى العالمي: في عام 2017، قدّرت منظمة الصحّة العالميّة أن ما يصل إلى مليار من القاصرين الذين تتراوح أعمارهم بين عامين و17 عامًا قد تعرّضوا للعنف الجسدي أو العاطفي أو الجنسي أو الإهمال. ووفقًا لبعض التقديرات الخاصة باليونيسف لعام 2014، فإن الاعتداء الجنسي (من الملامسة إلى الاغتصاب) قد طال أكثر من 120 مليون طفلة، وهي تشكّل أكبر عدد من الضحايا. وذكرت المنظّمة نفسها التابعة للأمم المتّحدة في عام 2017 أنه في 38 دولة في العالم، من ذوي الدخل المنخفض والمتوسط، قد أقرّ ما يقرب من 17 مليون امرأة بالغة، بعلاقة جنسيّة قسرية خلال طفولتهن.
أوروبا: في عام 2013، قدّرت منظّمة الصحّة العالميّة أن أكثر من 18 مليون اعتداء. ومن بينهم، 13.4٪ كانت من الفتيات و5.7٪ من الأطفال. ووفقًا لليونيسف، في 28 دولة أوروبية، أقرّت حوالي 2.5 مليون شابّة أنهنّ قد تعرّضن لاعتداءات جنسيّة مع أو بدون ملامسة جسديّة قبل سنّ الـ 15 (الأرقام الصادرة في عام 2017). وبالإضافة إلى ذلك، لقد وقع 44 مليون شخص (22.9٪) ضحيّة للعنف الجسدي، في حين أن 55 مليون شخص (29.6٪) وقعوا ضحيّة العنف النفسي. وليس ذلك فحسب: وقد تمكّن تقرير الانتربول حول الاستغلال الجنسي للأطفال في عام 2017 من تحديد 14289 ضحيّة في 54 دولة أوروبية. بالنسبة إلى إيطاليا، في عام 2017، قدّرت جمعيّة الـ Cesvi أن 6 ملايين طفل قد تعرّضوا لسوء المعاملة. علاوة على ذلك، وفقًا لبيانات حقّقتها جمعية “الهاتف الأزرق”، في فترة ما بين 1 يناير/كانون الثاني و31 ديسمبر/كانون الأوّل عام 2017، كانت هناك 98 حالة اعتداء جنسي على الأطفال، عالجتها خدمة الـ 114 لطوارئ الطفولة وهي تبلغ نحو 7.5٪ من مجموع الحالات التي تمّت معالجتها بواسطة هذه الخدمة. 65٪ من القاصرين الذين طلبوا المساعدة كانت من النساء وأكثر من 40٪ منهنّ دون سنّ 11 سنة.
آسيا: في الهند، في العقد 2001-2011، وجد المركز الآسيوي لحقوق الإنسان ما مجموعه 48338 حالة اغتصاب للقاصرين، مع زيادة قدرها 33.6٪: من 2113 حالة في عام 2001، في الواقع، وصلنا إلى 7112 حالة في عام 2011.
أمريكا: في الولايات المتّحدة، تشير الأرقام الرسميّة للحكومة إلى أن أكثر من 700 ألف طفل، كلّ عام، يقعون ضحايا للعنف وسوء المعاملة. وفقًا للمركز الدولي للأطفال المفقودين والمستغلّين (Icmec)، طفل من أصل 10 أطفال يتعرّض للاعتداء الجنسي.
أفريقيا: في جنوب أفريقيا، كشفت نتائج بحث أجراه مركز العدالة ومنع الجرائم التابع لجامعة كيب تاون، في عام 2016، أن شابًا من جنوب أفريقيا من أصل ثلاثة، ذكرًا أو أنثى، هو معرّض لخطر الاعتداء الجنسي قبل بلوغه الـ 17 سنة. ووفقًا للدراسة، وهي الأولى من نوعها على المستوى الوطني في جنوب أفريقيا، لقد وقع 784967 شابًا تتراوح أعمارهم بين 15 و17 سنة ضحية للاعتداء الجنسي. والضحايا في هذه الحالة هم في الغالب ذكور. حتى إن الثلث لم يبلّغ السلطات عن العنف. وفي بلدان أفريقية أخرى، يشكّل الاعتداء الجنسي على القاصرين جزءاً من السياق الأوسع للعنف المتّصل بالنزاع الدمويّ في القارة ويصعب تحديده كمّيّا. وترتبط هذه الظاهرة أيضًا ارتباطًا وثيقًا بممارسة الزواج المبكر المنتشرة على نطاق واسع في مختلف الدول الأفريقية وخارجها.
أوقيانوسيا: في أستراليا، وفقًا للبيانات الصادرة عن المعهد الأسترالي للصحّة والرعاية الاجتماعية (Aihw) في فبراير/شباط 2018 والتي تغطّي الأعوام 2015-2017، قد أفادت أن امرأة واحدة على 6 (16٪ أو 1.5 مليون) قد تعرّضت لاعتداء جسدي و/أو جنسيّ قبل سنّ الـ 15، ورجل واحد على 9 (11٪، أو 992000) أنه قد تعرّض لهذا الاعتداء في سنّ المراهقة. وعلاوة على ذلك، في عام 2015 -2016، لقد خضع نحو 450 ألف طفل لإجراءات حماية الطفل، وقد أخرِجَ 55600 قاصر من منازلهم كي يعالجوا من الاعتداءات التي تعرّضوا لها ولوقاية آخرين منهم. وأخيرًا، لا ننسى المخاطر التي هم عرضة لها قصّر السكّان الأصليّين: وفقًا لـ Aihw، في 2015-2016، كان خطر تعرّض أطفال السكّان الأصليّين للاعتداء أو للتخلّي أكبر بسبعة أضعاف من أقرانهم غير الأصليّين.
(را. http://www.pbc2019.org/it/protezione-dei-minori/abuso-dei-minori-a-livello-globale).
[4]تشير البيانات المعروضة إلى “عينّة من البلدان” تمّ اختيارها بناءً على موثوقيّة المصادر المتوفّرة. تؤكّد الأبحاث التي أجرتها اليونيسف في 30 بلدًا هذه الحقيقة: لقد أكّدت نسبة صغيرة من الضحايا إنهم طلبوا المساعدة.
[5] را. https: //www.repubblica.it/salute/prevenzione/2016/05/12/news/maltrattamenti_sui_minori_tutti_gli_abusi – 139630223.
[6]وعلى وجه التحديد، فإن الشخص المسؤول المفترض عن الضرر الذي لحق بالقاصر هو في 73.7٪ من الوالدين (الأم في 44.2٪ والأب في 29.5٪)، وأحد الأقارب في 3.3٪، وهو صديق في 3.2 ٪، وهو من المعارف في 3 ٪، وهو مدرّس بنسبة 2.5 ٪. تشير البيانات إلى أن الشخص المسؤول يكون غريبًا في نسبة صغيرة من الحالات (2.2٪) (را. نفس المرجع).
[7]وقد وجد بحث إنجليزي عام 2011، أجرته الجمعية الوطنية لمنع العنف ضدّ الأطفال، أن 29٪ من الأشخاص الذين أجريت معهم مقابلات أفادوا عن تعرّضهم للتحرّش الجنسي (الجسدي واللفظي) في المراكز التي يمارسون فيها الرياضة.
[8]وفقًا للبيانات الصادرة عن الـ IWF(مؤسّسة مراقبة الإنترنت)عام 2017، كلّ 7 دقائق، ترسل صفحة على شبكة الإنترنت صورًا لأطفال تعرّضوا للاعتداء الجنسي. في عام 2017، تمّ تحديد 58589 عنوان URLيحتوي على صور اعتداءات جنسية مركّزة بشكل خاص في هولندا، تليها الولايات المتّحدة وكندا وفرنسا وروسيا. 55 ٪ من الضحايا هم دون سنّ الـ 10، 86 ٪ من الفتيات، 7 ٪ من الفتيان، و5 ٪ من الفتيان والفتيات معًا. في حالة إيطاليا، وضعت جمعية “الهاتف الأزرق” رسمًا بيانيًّا لمقارنة نموّ المواد الإباحية التي تطال الأطفال عبر الإنترنت:
2017 | 2016 | 2015 | الفئة |
1.02% | 2.1% | 1.1% | صور أطفال عراة |
4.08% | 2.8% | 0.6% | جرائم على الانترنت |
6.12% | 5.0% | 8.6% | تقارير عن مواقع على الانترنت |
6.12% | 5.7% | 5.7% | إغراءات جنسية من بالغ إلى قاصر |
6.12% | 7.1% | 5.2% | مواد إباحية تستغلّ الأطفال على الانترنت |
6.12% | 7.1% | 5.2% | إرسال محتويات جنسية |
70.41% | 71.6% | 69% | اعتداءات جنسية |
[9]الوجهات الأكثر شعبية هي البرازيل وجمهورية الدومينيكان وكولومبيا، وكذلك تايلاند وكمبوديا. وانضمت إليها، في الآونة الأخيرة، بعض البلدان الأفريقية وشرق أوروبا. ومع ذلك، إن أوّل ستة بلدان منشأ أولئك الذين يرتكبون الاعتداءات هي فرنسا وألمانيا والمملكة المتّحدة والصين واليابان وإيطاليا. كذلك، لا ينبغي التغاضي عن العدد المتزايد من النساء اللواتي يسافرن إلى البلدان النامية، بحثًا عن الجنس المدفوع مع القاصرين: حيث يمثّل مجموعهن 10٪ من السيّاح في العالم. علاوة على ذلك، ووفقًا لدراسة أجرتها مؤسسةEcpat International(إيقاف بغاء الأطفال في السياحة الآسيوية) بين عامي 2015 و2016، إن 35٪ من السيّاح الجنسيين مع القاصرين هم زبائن منتظمين، في حين أن 65٪ منهم هم من الزبائن العرضيين.
(را.https://www.osservatoriodiritti.it/2018/03/27/turismo-sessuale-minorile-nel-mondo-italia-ecpat).
[10] “في الواقع، إذا كانت هذه الآفة الخطيرة قد ضربت بعض الخدمة المكرّسين، فإننا نتساءل: إلى أيّ قدر هي متفشية في مجتمعاتنا وعائلاتنا؟” (كلمة البابا فرنسيس إلى الكوريا الرومانية، 21 ديسمبر/كانون الأول 2018).
[11] را. ر. ه. بنسون، سيد العالم، Mead and CompanyLondon، 1907.
[12] «Quare times, Herodes, quia audis Regem natum? Non venit ille ut te excludat, sed ut diabolum vincat. Sed tu haec non intelligens turbaris et saevis; et ut perdas umum quem quaeris, per tot infantium mortes efficeris crudelis […] Necas parvulos corpore quia te necat timor in corde» (S. Quadvultdeus, Sermo 2 de Symbolo: PL 40, 655).
[13] «Quemadmodum enim ille, effuso in scientiae lignum veneno suo, naturam gusto corruperat, sic et ipse dominicam carnem vorandam presumens, Deitatis in ea virtute, corruptus interitusque sublatus est» (Maximus Confessor, Centuria 1, 8-13: PG, 1182-1186).
[14]CDC: مراكز الولايات المتحدة لمكافحة الأمراض والوقاية منها؛ CRC: اتفاقية حقوق الطفل؛ القضاء على العنف ضدّ الاطفال: الشراكة العالمية؛ PAHO: منظمة عموم أمريكا للصحة؛ PEPFAR: برنامج الرئيس المعني بالطوارئ من أجل الإغاثة من الإيدز؛TfG: معًا من أجل الفتيات؛Unicef: اليونيسيف؛ UNODC:مكتب الأمم المتّحدة المعنيّ بالمخدّرات والجريمة؛ USAID: الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية؛ WHO: منظّمة الصحّة العالمية؛
[15] إن كلّ حرف من كلمة INSPIREيمثّل إحدى الاستراتيجيّات، وقد أظهر معظمها أن لها تأثير وقائي على أنواع العنف المختلفة، فضلًا عن فوائد في عدّة مجالات، مثل الصحّة العقلية، والتعليم، والحدّ من الجريمة. الاستراتيجيات السبع هي على النحو التالي: تنفيذ وإنفاذ القوانين: على سبيل المثال، حظر التأديب العنيف والحدّ من الحصول على الكحول والأسلحة النارية؛ القواعد والقيم التي يجب تغييرها: على سبيل المثال، تلك التي تغفر الاعتداء الجنسي على الفتيات أو السلوك العدواني بين الصبيان؛ البيئات الآمنة: على سبيل المثال تحديد “المناطق الساخنة” للعنف في الأحياء ومعالجة الأسباب المحلّية عبر سياسة تحلّ المشاكل، ومن خلال تدخّلات أخرى؛ دعم الوالدين ومقدمي الرعاية: على سبيل المثال، من خلال توفير التنشئة للآباء والأمهات، وللوالدين الحديثين؛ الدخل وتعزيز الاقتصاد: مثل الائتمان الصغير والتنشئة على المساواة بين الجنسين؛ خدمات الاستجابة والدعم: مثل ضمان حصول الأطفال الذين يتعرضون للعنف على الرعاية الفعالة في حالات الطوارئ والحصول على دعم نفسي واجتماعي كافٍ؛ التعليم والمهارات الحياتية: مثل ضمان ذهاب الأطفال إلى المدرسة وتوفير المهارات الاجتماعية.
[16] را. الوثيقة النهائية للمؤتمر العالمي السادس لرعوية السياحة، 27 يوليو/تموز 2004.
© Copyright – Libreria Editrice Vaticana