“كون بعض الكهنة الذين أقاموا علاقات أنجبوا منها أولاداً، لا يُعيد إقحام موضوع عزوبة رجال الكهنوت، وهو موضوع يمثّل هبة ثمينة للكنيسة اللاتينيّة، بل الأهمّ هو أن يفهم الكاهن، بوجه هذه الحقيقة، مسؤوليّته حيال الولد: يجب أن يكون خَيره وعنايته في وسط انتباه الكنيسة، لكي لا ينقص الولد ما هو ضروريّ للعيش، وخاصّة الدور العاطفيّ والتثقيفيّ للأب. وبالحديث عن الانتباه، لا نُشير فقط إلى الدعم الاقتصادي، لأنّ ما يجب أن يُرافق نموّ الطفل هو عطف الأهل، بالإضافة إلى ممارسة فعّالة ومسؤولة للأبوّة، خاصّة في أوّل سنوات حياته”.
هذا ما أعلنه الكاردينال بنيامينو ستيلا عميد مجمع الكهنوت خلال شرحه للإرشادات الرئيسيّة الخاصّة بالدائرة المذكورة، والمُطبّقة لدى الكهنة اللاتين الذين لديهم أولاد، وذلك خلال مقابلة أجراها معه موقع “فاتيكان نيوز” في 27 شباط، بناء على ما ورد في مقال أعدّته الزميلة مارينا دروجينينا من القسم الفرنسي في زينيت.
وثيقة سرّية
خلال المقابلة، تطرّق الكاردينال إلى وثيقة خاصّة بدائرته بموضوع أولاد الكهنة، وهي حُدِّدَت على أنّها “سرّية” من قبل المعالج النفسيّ فنسنت دويل، وهو ابن كاهن كاثوليكي إيرلنديّ، ومُؤسِّس منظّمة للدفاع عن حقوق أولاد الكهنة الكاثوليك في العالم أجمع.
في الواقع، وكما حدّده ستيلا، إنّ هذه الوثيقة “نصّ تقنيّ يلجأ إليه معاونو الدائرة الفاتيكانيّة”، لذا لم يتمّ نشره. إنّه نصّ تحت عنوان “ملاحظات خاصّة لاستعمال الكهنوت بشأن الكهنة أصحاب نسب”، وهو يضمّ التطبيق المعمول به منذ سنوات في الدائرة، وهو أيضاً أداة عمل يلجأ إليها المعنيّون لدى بروز وضع مماثل.
كما وشرح الكاردينال أنّه بهدف اتّخاذ قرارات تختصّ بالكهنة الذين لديهم أولاد، “فإنّ الدائرة تتبع تطبيقاً يقضي باقتراح الإعفاء من الكهنوت بدون انتظار بلوغ الذكرى الأربعين، بحسب المعايير المعمول بها”.
الإعفاء من الكهنوت
وشرح الكاردينال أنّه إن كان للكاهن أولاد، “نبحث عن بذل المستحيل لإعفائه من واجبات الكهنوت بأقصر فترة ممكنة كي يكون حاضراً إلى جانب الأمّ ويعيش مع ولده، فيتمّ تقديمٌ “سريع” للحالة للبابا، بدون إمكانيّة للعودة إلى الوراء، حتّى وإن اعتبر الكاهن نفسه مستعدّاً للخدمة الكهنوتيّة”.
من ناحية أخرى، قال ستيلا إنّ هناك حالات استثنائية نادرة يتمّ البحث بها ودراستها، مؤكّداً أنّ “الولد هو دائماً هبة من الله، مهما كانت الطريقة التي تكوّن بها… وفقدان رتبة الكهنوت تحصل لأنّ مسؤوليّة الأب تُحتّم عليه واجبات تتنافى والخدمة”.