Visite à San Crispino 3-3-2019 © Vatican Media

البابا: اطلبوا من الرب نعمة عدم التكلّم بالسوء عن الآخرين

ضمن زيارته إلى رعية القديس كريسبين الكبوشيّ

Share this Entry

بعد ظهر يوم الأحد 3 آذار، زار البابا فرنسيس رعيّة “سان كريسبينو دا فيتيربو” San Crispino da Viterbo في لابارو شمال أبرشيّته، أي على بُعد حوالى 14 كيلومتراً من مدينة الفاتيكان، بناء على ما نقلته لنا الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت.

ومن أبرز ما اقترحه البابا على المؤمنين خلال زيارته كان نقطة تحوّل في زمن الصوم: “خلال الصوم، اطلبوا من الرب نعمة عدم التكلّم بالسوء عن الآخرين”.

نذكر هنا أنّ القدّيس كريسبين توفّي سنة 1750، فطُوِّب سنة 1806 وأعلن البابا يوحنا بولس الثاني قداسته عام 1982.

مواعيد لابارو

في تفاصيل الزيارة منذ بدايتها، كان الحبر الأعظم على موعد مع 6 لقاءات في الأبرشيّة المذكورة، حيث وصل عند الرابعة من بعد الظهر، فاستقبله الأسقف المساعد المونسنيور غويرينو دي تورا، وكاهن الرعيّة مع كهنة آخرين يساعدونه، بحضور نائب البابا فرنسيس لمنطقة روما الكاردينال أنجيلو دي دوناتيس.

أوّلاً، كان الأولاد الذين يستعدّون للمناولة الأولى وسرّ التثبيت، بالإضافة إلى مجموعة من الشباب ومجموعة صلاة بانتظار البابا، فطرحوا عليه أسئلة عفويّة وهو أجاب.

أمّا لقاؤه الثاني فقد كان مع أهل أولاد تعمّدوا مؤخّراً أو سيتعمّدون قريباً، فيما اللقاء الثالث كان مع حوالى ثلاثين شخصاً مشرّدين أو فقراء، يرافقهم مسؤولو القسم الرعويّ في كاريتاس وجماعة “سانت إيجيديو” وبعض المتطوّعين.

بالنسبة إلى اللقاء الرابع، كان مع أشخاص مرضى ومعوّقين، فيما الخامس كان لقاء مع كهنة الرعيّة، ليتفرّغ بعد ذلك البابا للّقاء السادس الذي كان فيه مستعدّاً لسماع اعترافات المؤمنين، وترأس الذبيحة الإلهيّة في النهاية.

ومع انتهاء القدّاس، شكر كاهن الرعيّة الأب الأقدس، مُقدِّماً له لوحة تُمثّل جَدَّيه، فيما بدوره قدّم البابا للرعيّة كأساً كتذكار لهذه الزيارة.

نحن أخصّائيّون!

في عظته، علّق البابا على إنجيل القشّة والخشبة قائلاً: “سمعنا كيف أنّ يسوع يُعلّم الحِكمة عبر أمثلة صغيرة، ويشرح كيف أنّه لا يمكن لأعمى أن يُرشد آخر، وأنّ الشجرة الصالحة تحمل ثماراً صالحة… إنّه يُعلّم الناس بهذه الطريقة… وعَبر مثل الخشبة والقشّة، يطلب منّا الرب ألّا ننظر إلى عيوب الآخرين… لدينا جميعاً عيوب لكنّنا اعتدنا على النظر إلى عيوب الآخرين، فنحن أخصّائيّون في هذا المجال، لا بل نتكلّم عنها أيضاً!”

واعترف البابا قائلاً: “إنّ الأمر ليس بجديدٍ، إذ كان موجوداً أيضاً في أيّام يسوع… والخطيئة الأصليّة تؤدّي بنا إلى إدانة الآخرين… نحن أخصّائيّون في رؤية عيوب الآخرين وليس عيوبنا… واللسان قويّ جداً، إذ يمكنه أن يقضي على الآخر عبر الإهانات. الكثير من الحروب الكلاميّة والمنزليّة والمدرسيّة والرعويّة تبدأ بكلمة”.

العلاجان

أمّا ما اقترحه الحبر الأعظم فهو التكلّم وجهاً لوجه، بالإضافة إلى علاجَين لهذه المشكلة.

“إن فعل أحدهم شيئاً، فلنقل له ذلك مباشرة بوجهه، ويمكننا أن نُطلِعه على كيفيّة تحسين بعض الأمور. فالنميمة والثرثرة لا تُسوّيان شيئاً، بل على العكس تجعلان الأمور أكثر سوءاً. وخلال الصوم، يمكننا أن نُحسّن أنفسنا قليلاً، لكي تظهر قيامة يسوع بشكل أكبر، حتّى وإن لم يكن الأمر سهلاً، لأنّ الشيطان يبثّ فينا هذا”.

إلّا أنّه عاد وأشار إلى “علاجَين”: “الأوّل هو الصلاة، والثاني هو عضّ لساننا، لكن بقوّة! لأنّه عندما يتورّم اللسان، لا نعود نستطيع التكلّم!!”

وختم البابا عظته قائلاً: “خلال الصوم، اطلبوا من الرب نعمة عدم التكلّم بالسوء عن الآخرين، وليُبارككم الرب”.

 

Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير