“أحياناً، نتساءل لِما ملكوت الله يأتي ببطء شديد! لكنّ الله ليس مثلنا، إنّه صبور!”: هذا ما أشار إليه البابا فرنسيس صباح اليوم خلال المقابلة العامة التي أجراها مع المؤمنين من ساحة القدّيس بطرس، بحسب ما نقلته لنا الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت.
“لا يتحقّق ملكوت الله بالعنف، بل بالوداعة. إنّ ملكوت الله قوّة كبيرة، بل القوّة الأكبر وجوداً، لكن ليس بحسب معايير هذا العالم. لذا، يبدو أنّ هذا الملكوت لا يتمتّع أبداً بالأكثريّة المُطلَقة. فهو مثل الخميرة التي تمتزج بالعجين، أو مثل حبّة خردل صغيرة للغاية، بالكاد مرئيّة، إلّا أنّها تحمل في داخلها قوّة الطبيعة”.
كما وقال البابا في تعليمه الأسبوعيّ حول صلاة الأبانا أيضاً: “عندما نصلّي الأبانا، نقول “ليأتِ ملكوتك”. إنّ علامات مجيء ملكوت الله عديدة، وجميعها إيجابيّة. فمع مجيء يسوع، يكون ملكوت الله قريباً. هكذا، يبدأ يسوع بذاته رسالته عبر الاعتناء بالمرضى وبالمُبعَدين وبالخطأة الذين يُنظَر إليهم بازدراء. يسوع أتى لكنّ العالم ما زال مطبوعاً بالخطيئة ومليئاً بأشخاص كثيرين يُعانون ولا يُسامحون ولا يتصالحون، بل يشنّون الحروب ويُمارسون جميع أشكال الاستغلال. وهذه الوقائع كلّها دليل حول أنّ انتصار المسيح لم يكتمل بعد: الكثير من الرجال والنساء ما زالوا يعيشون مُغلَقي القلب. وفي هذه الحالات كلّها تعلو جملة “ليأتِ ملكوتك” على شفاه المؤمن”.
وختم البابا تعليمه قائلاً: “الله يسبقنا دائماً ويُفاجئنا. بفضله، بعد ليلة الجمعة العظيمة، كانت القيامة التي يمكنها أن تُنير الرجاء في العالم أجمع”.