“لنطلب من الربّ نعمة التناغم في حياتنا” هذا ما اقترحه البابا يوم أمس أثناء القداس الإلهي الذي احتفل به في دار القديسة مارتا مشيرًا إلى أنّ المسيحيّ الذي يستغلّ العمّال يقترف “خطيئة مميتة”.
علّق البابا أولاً على القراءة الأولى، من سفر النبي أشعيا (أش 58: 19) ليفسّر الفرق بين “الواقع والظاهر” وشجب مرّة أخرى كلّ شكل من أشكال النفاق تمامًا مثلما فعل أثناء لقائه بالكهنة يوم الخميس 7 آذار في اللاتران.
فسّر البابا بأنّ الظاهر هو تعبير عن الواقع ويجب أن يتماشيا معًا وإلاّ فسوف يقتصر وجود الإنسان على المظاهر ليس إلاّ وتصبح حياته مفتقرة إلى الحقيقة في القلب. بالنسبة إلى البابا، إنّ المسيرة صوب الفصح هي مناسبة لكلّ واحد منا حتى يفحص ضميره ويرى ما إذا كان يعيش التناقضات في حياته فالربّ يسألنا أن نعيش التناغم.
في المقابل، اقترح البابا بحسب الطريقة الإغناطية “نعمة أن نسأل الربّ”: “لنسأل الربّ نعمة التناغم وألا نعيش في الغرور بل لنطلب منه في زمن الصوم هذا أن نعيش الانسجام بين ما هو واقعي وما هو ظاهر”.
ثم استنكر البابا ظاهرة استغلال العمّال التي يقوم بها المسيحيون فيوقفونهم عن العمل مع بداية فصل الصيف ويوظّفونهم من جديد مع نهايته وهكذا، يحرمونهم من فرصة الاستمرار في الحياة ومن حقّهم بالحصول على معاش التقاعد. كثير من هؤلاء المسيحيين يذهبون إلى القداس يوم الأحد ويرتكبون خطيئة مميتة عندما يذلّون عمّالهم.
واقترح البابا علاجات ثلاث تفيد في زمن الصوم: الصوم والصدقة والصلاة. إنما أن نقوم بها “بفرح” مظهرين سخاءنا تجاه من هم بأكثر حاجة ومن “دون التباهي” وأن نصلّي “الأبانا” تقريبًا في الخفاء من دون البحث عن إعجاب وتقدير الآخرين لنا.
ولم ينسَ البابا أن يتوقّف عند تصرّف الفريسي والعشّار اللذين تحدّث عنهما الربّ يسوع في الإنجيل وأضاف بأنّ المسيحيين يشعرون بأنهم أبرار لأنهم ينتمون إلى تلك الكنيسة وكأنها “جمعية” ويشاركون في القداس يوم الأحد ويشعرون بأنهم أفضل من المساكين الذين لا يفهمون شيئًا على الإطلاق.