“الحلم بعالم مختلف؛ وإن انطفأ هذا الحلم، إعادة الحلم به مجدداً، مع الغَرف برجاء في ذاكرة الأصول، وفي الجمر المخفيّ للّقاء الأوّل مع يسوع”: بهذه الدعوة، ختم الكاهن البندكتيّ الأب برناردو فرانشيسكو ماريا جياني تأمّله الثالث الخاصّ بالصوم أمام البابا فرنسيس وأعضاء الكوريا الرومانيّة، بعد ظهر البارحة، بناء على ما نقلته لنا الزميلة مارينا دروجينينا من القسم الفرنسي في زينيت.
في التفاصيل، تأمّل الواعظ البارحة بموضوع “نحن هنا لتأجيج الجمر عبر نفحِنا”، وأعطى نظرة إنجيليّة للمدن التي يجب أن تصبح “أماكن حبّ وسلام وعدل… كي تُعاود البشريّة التأمّل بها برجاء متجدّد، وكي تكون مكاناً يمرّ فيه الرب”.
وحدّد الواعظ أنّ “زمن الصوم يمكنه أن يُعيد إحياء النار التي أطفأتها العادة والفتور… لكن كيف نحافظ على شُعلة الدعوة؟”
مُستعيداً كلمات جيورجيو لا بيرا، ذكّر الكاهن أنّه “يمكن لإنسان أن يولد مجدداً وهو عجوز، وهذا يحصل عندما نشارك في الحدث الفُصحيّ”. وتابع قائلاً إنّ الأمر يتعلّق بإعادة اكتشاف أنّ في داخلنا سمفونيّة غنيّة وحقائق روحيّة، داعياً إلى عدم فقدان الشجاعة: “حتّى لو ذهب الإنسان الخارجيّ إلى الدمار، فالإنسان الداخليّ يتجدّد يوماً بعد يوم. وهذا التجدّد يمكنه أن يتحقّق في كلّ إنسان عبر كلّ كلمة وكلّ حدث”.
كما وأشار الواعظ البندكتيّ إلى أنّ “الحياة هي عادة، وأشبه بساعة، لكن هناك دائماً لحظة اتّخاذ القرار: وهنا تكمن قوّة البدء وقوّة التجدّد التي تولد من الروح ومن القلب. على الإنسان أن يقولب نفسه على مِثال المسيح، بدلاً من الإصغاء إلى الأشخاص الخائبي الأمل والتعساء الذين يوصون يعدم تغذية الرجاء في الحياة، ومَن يقتلون الحماسة عبر التأكيد أنّ لا شيء يستحقّ التضحية في الحياة”.
وختم قائلاً: “دعونا لا نُصغي إلى “مَن تقدّموا في السنّ” في قلبهم، ومَن يخنقون ابتهاج الشباب. بل فلنذهب لرؤية كبار السنّ الذين تلمع عيونهم رجاءً… فالله يودّ أن نكون قادرين على أن نحلم مثله ومعه في هذا الطريق، مع التنبّه إلى الواقع. حلم، نار، وشعلة”.