حول موضوع “إعادة تشكيل بنية الحقل الدينيّ في المغرب والحوار بين الأديان”، عُقد مؤتمر حواريّ في سفارة المغرب في باريس يوم الاثنين 18 آذار، قبل أيّام على زيارة البابا فرنسيس إلى المغرب (30 و31 آذار)، والتي تندرج تحت عنوان “لحظة مهمّة لمواجهة التيّارات والرؤى الأصوليّة”.
وقد جمع المؤتمر، بحسب ما ورد في مقال أعدّته الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت، أمين عام الرابطة المحمدية للعلماء ورئيس اتّحاد مساجد فرنسا، ومنتج ومُقدِّم برنامج “الإسلام” الثقافيّ على قناة France2 وباحثين في الشؤون الإسلامية، بالإضافة إلى ممثّلين عن الصحافة الدوليّة.
مكافحة التيّارات والرؤى الأصوليّة
من ناحيته، أشار سفير المغرب في فرنسا شكيب بنموسى إلى كون المغرب فريداً، بما أنّه “قائد الإسلام المعتدل والمتسامح”، خاصّة وأنّ البلد يشجّع ممارسة الدين بحرية، والأمر معترف به في قانونه.
كما وأشار السفير إلى أنّ الديانة في المغرب تبقى بعيدة عن السياسة، مؤكِّداً شرعيّة مكافحة جميع التيّارات الأصوليّة.
وفيما يختصّ بالحوار بين الأديان، قال السفير إنّ “المغرب يعمل بالتزام لتكون زيارة البابا المقبلة لحظات تبادل استثنائيّة بين الديانات والشعوب والحضارات”.
وجود الفرانسيسكان والمزيج التاريخيّ
بالنسبة إلى أمين سرّ “الرابطة المحمدية للعلماء”، إنّ الحوار بين الأديان في المغرب “تقليد طويل مكتوب في الاستدامة، خاصّة مع الوجود الفرانسيسكانيّ الذي يعود إلى أكثر من 800 سنة، بالإضافة إلى وجود الكنائس كما الكنيس منذ أكثر من ألف سنة… وهو ليس ترفاً بل ممارسة وظائفيّة”.
أمّا بالنسبة إلى رشيد بنزين العالِم بالإسلام، فالمغرب “يتميّز تقليديّاً بدراية في مجال التعدّد والحوار بين الأديان. واليوم، عاد المغرب ليكون أرض استقبال للعديد من الديانات، خاصّة مع الهجرة المتزايدة”.
وبالنسبة إلى المنتج والمقدّم، إنّ زيارة البابا هي “النتيجة السياسيّة” التي تعترف أنّ المغرب هو نموذج مزيج تاريخيّ، وبلد مؤسِّس للحوار بين الأديان والحوار المسيحي الإسلامي.