يُخبر كلاوديو زيربيتو عن “رحلة فلورا” في مجلّة Messagero di Sant’Antonio الشهريّة، وهي قصّة شفاء فتاة صغيرة في الخمسينيّات، حصلت بفضل شفاعة القدّيس أنطونيوس البدوانيّ.
في التفاصيل بناء على ما نقلته لنا الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت، كانت فلورا مُصابة منذ سنّ الثالثة بمرض التهاب المعى والقولون، ولم تكن تتوقّف عن التقيّؤ، فيما كانت تعاني من نزيف ومن آلام في البطن.
ومع أنّها كانت ضعيفة بسبب المرض، رافقت والدَيها روزاليندا وأندريا بورغيتي إلى بريشا (في شمال إيطاليا) في القطار، لأجل حجّ إلى بادوفا، سمّوه “حجّ الرجاء”، بما أنّ الوالدَين كانا قد فقدا سابقاً ابنة صغيرة أيضاً.
مع وصول العائلة إلى بازيليك القدّيس أنطونيوس، توجّه أفرادها إلى اليسار نحو قبره. وتقول فلورا: “ما زلت أذكر أنّ الحجر كان أخضر اللون وغامقاً، وأذكر أنّ والديَّ وضعا جبينَيهما عليه وبدآ بتلاوة الصلوات… رأيت دموع أمّي وتأثّر أبي… ثمّ خلعا عنّي ثيابي ليُلبِساني ثوباً فرانسيسكانيّاً مع حزام يضمّ 13 عقدة.
نُشير هنا إلى أنّ عيد القدّيس أنطونيوس البدوانيّ يُحتفل به في 13 حزيران.
لبِست فلورا الثوب طوال 13 شهراً تكريماً للقدّيس، فيما تابع والداها الصلاة لأجل شفائها.
في سنّ الرابعة والنصف، احتفلت فلورا بمناولتها الأولى، وباعترافها الأوّل. لكنّ صحّتها بقيت سيّئة، وحتّى أنّها كانت تتفاقم، فيما لم تكفّ أمّها عن الصلاة والبكاء والتوجّه إلى كنيسة القدّيس في بادوفا. وفي يوم من الأيّام، وبطريقة غير مبرَّرة، استعادت فلورا لَون بشرتها وشعرت أنّها أفضل، بدون أيّ ألم ولا نزيف: كانت قد شُفيت!
لم يتمكّن الأطبّاء الذين يُتابعونها من شرح هذا التغيّر الشامل والفُجائيّ. وتقول فلورا إنّ والدَيها اصطحباها مباشرة إلى الأخت إليزا، أي الراهبة التي كانت تعمل في المستشفى حيث تمّت معالجتها بلا نتيجة. فما كان من الراهبة إلّا أن اصطحبت بدورها فلورا وأمّها إلى الطبيب المُعالِج الذي أعلن: “لا أؤمن بالمعجزات، لكن يمكنني القول إنّ هذا الشفاء الفجائيّ والكامل ليس مُفسَّراً عِلميّاً. إنّها حقّاً أعجوبة!”
والآن، فلورا شُفيت تماماً وهي في التاسعة والستّين، وهي تؤكّد: “أدين للقدّيس أنطونيوس بأن أتكلّم عن الأمر”.
حافظت فلورا على الثوب الفرانسيسكانيّ الصغير، وهي تتضرّع للقدّيس وتُناديه باستمرار وتصلّي له طالِبة منه أن يسهر على عائلتها.
تزوّجت فلورا بسيرجيو ولديهما ولدان، فيتوريو (44 عاماً) وإليزا (38 عاماً) مع أحفاد قيل لهم إنّ القدّيس أنطونيوس البدوانيّ شفى جدّتهم عندما كانت صغيرة.
نُشير هنا إلى أنّ عائلتها لديها أيضاً تقليد تقوى للقدّيس في البرتغال وبادوفا، كما في بريشا.