“عند هذا المستوى تبدأ الصلاة المسيحيّة: فهي تنطلق من الواقع، من قلب وجسد الأشخاص المحتاجين أو مَن يُشاطرونهم حالتهم. لهذا يُعلّمنا يسوع أن نطلب هذا الخبز، ليس فقط لأنفسنا، بل للبشريّة كلّها. وبهذا، تكون الأبانا تتضمّن التعاطف والتضامن”: هذا ما شرحه البابا فرنسيس صباح اليوم خلال المقابلة العامّة التي أجراها مع المؤمنين من ساحة القدّيس بطرس، بناء على ما نقلته لنا الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت.
مُتابِعاً سلسلة تعاليمه حول صلاة الأبانا، قال البابا: “وصلنا إلى الجزء الثاني من هذه الصلاة، الجزء الذي نقدّم فيه لله حاجاتنا. فيسوع يُعلّمنا أن نطلب من الآب الخبز اليوميّ بما أننا لسنا مخلوقات تكفي ذاتها. وهو يُعلّمنا فعل ذلك مُتّحدين كرجال ونساء يعتبرون هذه الصلاة صرخة ترافق قلق كلّ يوم… لأنّ الوجود البشريّ برمّته مع مشاكله الأكثر حسية، قد يصبح صلاة”.
كما وأشار الحبر الأعظم إلى أنّ “يسوع يُعلّم كنيسته لتحمل لله جميع حاجاتها”، وأضاف أنّ طلبة “أعطنا خبزنا كفاف يومنا” تُذكّر أنّ “الطعام هو هبة إلهيّة لنشاركها مع نعمة الله”، مُصِرّاً على كون الخبز “قد قُدِّمَ للبشريّة برمّتها فيما البعض فقط أكلوه… ولا يمكن للحبّ أن يحتمل هذا، فالغذاء ليس ملكيّة خاصّة. لا تنسوا هذا، إنّها هبة لنشاركها… وهذا ما أشارت إليه معجزة تكثير الخبز حيث أنّ ما اجترحه يسوع هو معجزة المشاركة. وهكذا، إنّ مَن قدّم الخبزات الخمس والسمكتَين قد فهم أمثولة الأبانا، أي أنّ الطعام هبة إلهيّة يجب مشاركتها”.