“على الكاهن أن يقودنا نحو الرحمة والمسيح في سرّ الاعتراف”، هذا ما شدّد عليه المونسنيور كريزتوف جوزف نيكييل في مقابلة أجرتها معه أخبار الفاتيكان أثناء الدورة الثلاثين لمحكمة التوبة الرسولية حول سرّ الاعتراف التي تجري في روما في الأيّام الأخيرة. وقال: “اليوم أكثر من أي وقت مضى، يُطلَب من كهنة الرحمة تحضيرًا لاهوتيًا، روحيًا، رعويًا وقانونيًا ملائمة. تهدف هذه الدورة إلى مساعدة الكهنة حتى يكونوا سفراء للرحمة ومعلّمين مميّزين يقودوننا نحو المسيح”.
في الواقع، يتابع هذه الدورة أكثر من 700 مشاركًا وهي تفرض “نهجًا ملموسًا” يتناول حالات حساسة بشكل خاص يمكن أن يواجهها المعرّف أحيانًا. لا تزوّد هذه الدورة الكهنة بمفاهيم لاهوتية وقانونية فحسب بل تعطي توجهّات لمرافقة المؤمنين بشكل ملموس وبجهوزية وحنان أبوي ومرافقتهم ليقابلوا رحمة الله”.
ولاحظ أنّ التحدي الكبير يكمن في مساعدة الأفراد على الانفتاح على خبرة محبّة الله في عالم يحاول أن يعيش من دونه. لذا يجب تذكير الإنسان أنّ الله “ليس عدوّ السعادة أو منافسها بل هو أكبر مؤيّد لها”.
ثم شدّد المونسنيور نيكييل أنّ “سرّ المصالحة هو أداة فعّالة لدعم درب المؤمنين ليصلوا إلى القداسة” مقتبسًا ما أتى في الإرشاد الرسولي “إفرحوا وابتهجوا”. يمكن للاعتراف أن يساعدنا لنقوم من جديد في كلّ مرة نقع فيها؛ إنّه أداة لننمو في التواضع وفي الوقت نفسه قناة فرح لهذا الابن الذي اختبر حنان الآب؛ كما يمكن أن يكون مكانًا للحقيقة التي تغذّي الذاكرة وتعترف بتاريخه وبالتمييز اليومي”.
وختم: “إنّ سرّ الاعتراف هو درب القداسة ليس للتائب فحسب، إنما أيضًا للمعرّف الذي يتحلّى بنعمة التأمّل يوميًا بمعجزات الاهتداء التي يقوم بها الله”.