وجد البعض الشريط “مُضحكاً”، وآخرون شعروا بالإهانة، فيما رحّبت فئة ثالثة بذلك، إلّا أنّ سبب رفض البابا فرنسيس مدّ يده اليُمنى لِمَن اقتربوا منه يوم الاثنين الماضي 25 آذار في لوريتو (حيث وقّع الإرشاد ما بعد السينودس) ما زال مجهولاً!
“أَوَليسَ طبيعيّاً أن يرغب المؤمنون بالاستفادة من هذه الفرصة للتعبير لخليفة بطرس عن عاطفتهم عبر تقبيل خاتم الصيّاد أو تقبيل يده؟؟” هذا ما قاله البعض فيما تمّ تناقل شريط الفيديو بلغات متعدّدة، في ظلّ سماح البابا للبعض بتقبيل يده يوم الأربعاء 27 آذار خلال المقابلة العامّة، بناء على ما كتبته الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت.
أمّا بعض المراقبون فقالوا: “ألا يحبّ البابا بنفسه تقبيل يد الأشخاص الذين يقدّرهم ويحترمهم؟” فيما فضّل آخرون الإشارة إلى الاتّساق قائلين: بدلاً من تقبيل خاتم البابا، قَبِّلوا أقدام المرضى أو الفقراء.
وهناك مَن أشاروا إلى البساطة التي تتّصف بها طريقة عيش البابا برغوليو وعلاقاته، وثمّة أيضاً مَن اعتقد أنّ البابا مُصاب بآلام في يده أو معصمه بقدر ما يبحث الناس عن الإمساك بها لدى مروره وعدم إفلاتها بسهولة.
أمّا الكلمة الأخيرة في الشريط فقد كانت لمدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي أليساندرو جيسوتي، وقد قالها خلال مؤتمر صحفيّ عُقِد البارحة في الفاتيكان بشأن رحلة البابا المرتقبة إلى المغرب في العطلة الأسبوعيّة: نظراً لعدد الأشخاص الكبير والذين عليه مصافحتهم، أراد البابا بداعي الاحترام حيال هؤلاء الأشخاص، أن يتفادى أيّ عدوى مُحتملة يكون هو سببها. لذا فضّل سحب يده كلّما لم يكتفِ المؤمنون بالمصافحة.
والبابا بذاته هو مَن شرح هذا الدافع، فيما لم يكن على علمٍ “بالضجّة” التي أُثيرَت عبر الإنترنت جرّاء عرض هذا الشريط.
ويمكن أن نتفهّم هذا الأمر خاصّة وأنّ البابا كان قد صافح للتوّ عدداً من المرضى الذين كانوا موجودين مع عائلاتهم في بازيليك منزل لوريتو. فتقبيل اليد يتضمّن “بصاقاً” أي أنّه مختلف كلّيّاً عن المصافحة باليد أو لمس رأس أحدهم لمداعبته. ويبقى الأصول في الانحناء بدون الوصول إلى لمس يد البابا!
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ رفض تقبيل اليد التزم به البابا يوحنا بولس الثاني والبابا بندكتس السادس عشر في مناسبات عديدة، حتّى أنّ بندكتس السادس عشر منع المؤمنين العلمانيّين من تقبيل يده بعد المقابلات العامّة أيّام الأربعاء، ولم يكن يُلقي التحيّة على البابا إلّا الأساقفة الموجودون في المقابلة العامّة.