عبّر الكرسي الرسولي عن انشغاله بمسألة الشرق الأوسط حيث تسوء العلاقات بين الشعوب مسبّبة حالة من الظلم ودعا إلى دعم المسيحيين في هذه المنطقة لأنّ “شرق أوسط من دون مسيحيين لن يكون شرقًا أوسطًا”.
وكان قد دعا الكاردينال ليوناردو ساندري، عميد مجمع الكنائس الشرقية في رسالة وجّهها إلى أساقفة العالم في 6 آذار، يوم أربعاء الرماد، كلّ المسيحيين أن يفكّروا بشكل أكبر في إخوتهم وأخواتهم وأن يشهدوا للإيمان في المسيح المائت والقائم من بين الأموات في الأراضي المقدّسة، معبّرًين لهم عن تضامنهم معهم في المحبة”.
وعبّر عن فرحه أيضًا بمشاركة الكثير من المؤمنين برحلات الحج إلى الأراضي المقدّسة، من الصين والهند وإندونيسيا والفلبّين وسريلانكا… إنّ هذه الحيوية الرسولية هي علامة كبيرة للجماعات المحليّة والغرب الذي يرزح تحت الاستسلام والخوف وهم يشهدون أمامهم عن إيمانهم يوميًا.
ستجري حملة جمع التبرّعات للأراضي المقدّسة كالعادة يوم الجمعة العظيمة من أسبوع الآلام وشجّعت الدائرة برئاسة عميد مجمع الكنائس الشرقية، كلّ المسيحيين في العالم إلى “إظهار تعاون أكبر مع إخوتهم من الشرق الأوسط، لأنّ الحاجات الحاليّة تفوق المبلغ الذي جُمع في العام الفائت”.
نشأ هذا التبرّع “من إرادة الباباوات بالحفاظ على رابط قويّ بين المسيحيين في العالم والأراضي المقدّسة”: “إنه المصدر الأساسي لدعمهم في حياتهم والوسيلة التي تعبّر من خلالها الكنيسة على دعمها للجماعة الكنسية في الشرق الأوسط”.
وصل المبلغ المجموع في السنة الفائتة إلى 8.6 مليون يورو، واستفادت منه القدس وفلسطين وإسرائيل والأردن وقبرص وسوريا ولبنان ومصر وإثيوبيا وإرتريا وتركيا وإيران والعراق. إنّ حراسة الأراضي المقدّسة هي التي تحصل على الجزء الأكبر من المال بينما يستلم مجمع الكنائس الشرقية المال المتبقّي لتنشئة الكهنة ومساعدة المكرّسين…
في العام الفائت، قُدِّمت المساعدة إلى العراق وسوريا، الذين بعد أعوام من الحرب “عادوا إلى الحالة العادية”. تبقى مسألة اللاجئين على أراضيهم معقّدة، وتسلّط الدائرة “انتباهًا خاصًا” لمن يعودون من الأردن ولبنان. يجب بشكل خاص تعزيز النشاط الثقافي والروحي والنفسي الذي يقرّب الناس بالرغم من الاختلافات الدينية والإثنيّة بينهم”.