“غيّرت الأصنام أو الأشياء المعبودة اسمها، لكنّها أكثر وجوداً من ذي قبل، خاصّة في داخل كلٍّ منّا”: هذا ما أكّده واعظ الدار الرسوليّة الأب رانييرو كانتالاميسا في تأمّله الثالث الخاصّ بالصوم، والذي تلاه صباح اليوم في 29 آذار 2019، بحسب ما أورده القسم الفرنسي من موقع زينيت.
كما صباح كلّ جمعة خلال زمن الصوم، تأمّل الكاهن الكبوشيّ في موضوع “ادخل إلى ذاتك”، بحضور البابا فرنسيس. وأشار إلى أنّه “في عبادة الأصنام، لا يتقبّل الإنسان الله، لكنّه يجعل نفسه إلهاً، فتكون الأدوار مقلوبة: يصبح الإنسان خزّافاً، والله هو الإناء الذي يُقَولبه على ذوقه”.
وشجب الأب كانتالاميسا “عبادة الأصنام المخفيّة التي تُقوِّض المتديّن”: “إن كانت عبادة الأصنام تقضي بوضع المخلوق مكان الخالق، فأنا إذاً وثنيّ أو عابد للأوثان عندما أضع “مخلوقي”، أي ما صنعته يداي، مكان الخالق. ويمكن أن يكون مخلوقي المنزل أو الكنيسة التي أبنيها، أو الولد الذي أنجبته، أو المؤسسة الدينيّة التي شيّدتُها، أو الوظيفة التي أحتلّها، العمل الذي أُنجزه… أو المدرسة التي أُديرها، وبالنسبة إليّ أنا الذي يُخاطبكم، العظة التي أُلقيها”.
ثمّ حذّر الواعظ من أنّه “في قلب كلّ عبادة أصنام، هناك عبادة الذات وحبّ الذات، ووضع أنفسنا في الوسط وفي المكانة الأولى في الكون، مع التضحية بكلّ الباقي…”
وختم قائلاً: “يكفي أن نتعلّم الإصغاء إلى أنفسنا عندما نتكلّم، لنكتشف اسم معبودنا”.