قبل ترك المغرب بعد زيارة دامت يومين، ومع انتهاء الذبيحة الإلهيّة التي احتفل بها، شجّع البابا الجميع على “متابعة سلوك طريق الحوار بين المسيحيّين والمسلمين، وعلى المساهمة في إبراز هذه الأخوّة العالميّة التي تقتصّ منبعها من الله”.
وبناء على ما كتبته الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت، شكر الأب الأقدس الرب على السماح له بتتميم هذه الرحلة، ثمّ حيّى جلالة الملك محمد السادس وشكره على دعوته له، كما وشكر السلطات وجميع مَن ساهموا في حُسن سَير الرحلة، بالإضافة إلى الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات والمُكرَّسين والمؤمنين. ولم ينسَ في النهاية أن يطلب من الجميع ألّا ينسوا بدورهم أن يصلّوا لأجله.
بعد ذلك، تولّى أسقف الرباط المونسنيور كريستوبال لوبيز روميرو الكلام قائلاً للبابا: “ألف شكر لأنّكم كنتم معنا، شكراً لتثبيتنا في الإيمان ولتغذية رجائنا ولجعل قلوبنا تحترق حبّاً… شكراً لأنّكم أردتم أن تلتقوا إخوتنا المهاجرين… وشكراً على دعمكم المتواصل للحوار بين المسلمين والمسيحيّين، وعلى جهودكم لترجمته إلى مبادرات حسّية… اتّكلوا علينا، كما نحن نتّكل عليكم”، مُعبِّراً عن امتنان وشكر الحشد الموجود.
وأكّد المونسنيور باسم الجميع أنّهم يريدون أن يكونوا “جسراً بين المسلمين والمسيحيّين ، وبين الشمال والجنوب، وبين أوروبا وأفريقيا… نودّ أن نكون مثلكم بُناة جسور وليس جدران أو حواجز أو حدود… ونشكر الله على شخصكم وعلى حبريّتكم ودعمكم للكنيسة الجامعة. فليبارككم الرب”.
بعد ذلك، ترك البابا البلاد متمنّياً لها السلام والتقدّم. ولدى صعوده على متن الطائرة، وجّه للملك برقيّة شاكراً فيها العائلة المالكة والحكومة وشعب المغرب المحبوب على استقبالهم وكرمِهم، وطالباً من الله إغداق بركاته على الجميع، مؤكِّداً على صلواته الدائمة.