“نسي العالم أن يبكي” هكذا عبّر البابا عن أسفه حين غصّ بالبكاء عندما أراه الصحافي الإسباني جوردي إيفول في خلال مقابلته الشفرات التي وُضعت على الأسلاك المانعة من المهاجرين من دخول إسبانيا وفيلمًا يظهر الجروحات التي سبّبتها، وتساءل البابا: “ماذا لو كان أخي أو ابني بينهم؟ أدان “الشرّ” التي تسببّه بعض الوسائل التي ترفض المهاجرين وتتاجر بالبشر.
في الواقع، قام البابا بمداخلة في برنامج جوردي إيفول، يوم الأحد على التلفزيون الإسباني “La Sexta” تحت عنوان “Salvados” منقَذون.
وعاد البابا من جديد إلى هذا الموضوع عندما سأله أحد الصحافيين عنه على متن الطائرة في طريق عودته من المغرب إلى روما وقال: “قبل كلّ شيء، لقد تحدّثت منذ لحظات عن بنّائي الجدران أكانت مطوّقة بالشفرات أو الباطون، فسيصبح بانوها سجناءها. والتاريخ سيشهد لذلك.
وثانيًا، عندما أجرى المقابلة جوردي إيفول، أراني جزءًا من هذا الفيلم مع الشفرات. وأقول لك بصدق، لقد تأثّرتُ كثيرًا وعندما انتهى، بكيتُ. بكيتُ، لأنّ عقلي وقلبي لم يستوعبا هذا الكمّ من الشرّ. لم أستوعب عندما رأيت أناسًا يغرقون في البحر المتوسط ويبنون جسرًا ليصلوا إلى المرافئ. هذا ليس أسلوبًا لحلّ المشكلة الكبيرة لمسألة الهجرات. أنا أفهم أنّ الحكومات تواجه صعوبة كبيرة. إنما عليها أن تحلّ المسألة بشكل آخر. بشكل إنساني. عندما رأيت هذه الأسلاك بالشفرات استحال عليّ التصديق”.
ثم شاهدت فيلمًا تمّ تصويره في سجون اللاجئين الذين يغادرون لأنهم طُردوا. سجون غير رسميّة ومملوءة بالمتاجرين بالإنسان. إن أردت يمكنني أن أرسل إليك هذا الفيلم. إنما ستتألّم لرؤية ذلك. إنهم يبيعون النساء والأطفال ويبقى الرجال. ولا يمكن تصديق الألم الذي صوّروه… أين الإنسانية في الاتحاد الأوروبي؟ علينا أن نتحدّث عن هذا الأمر! الاتحاد الأوروبي بكامله! لا أدعهم يدخلون! إما أدعهم يغرقون هناك أو أطردهم؟ مع العلم أنّ الكثيرين منهم يقعون بين أيدي هؤلاء المتاجرين الذين يبيعون النساء والرجال ويقتلونهم ويعذّبونهم، ليجعلوا منهم عبيدًا.
تحدّثت يومًا مع حاكم، وسأقول لك من هو، إنه رجل أحترمه كثيرًا واسمه أليكسيس تسيبراس. وعندما تحدّثنا عن ذلك وفسّر لي بأنه لا يسعني الدخول، أشار إلى الصعوبات التي تواجهها الحكومات، إنما في الختام، تحدّث من قلبه ولفظ هذه العبارة التي تستحقّ جائزة نوبل للسلام: “حقوق الإنسان هي قبل أي اتفاق”.