بدأ واعظ الدار الرسولية الأب رانييرو كانتالاميسا اليسوعي، عظته مشيرًا إلى المئوية الثامنة على لقاء القديس فرنسيس الأسيزي بسلطان مصر الماك الكامل في العام 1219. ذكر مبشّرًا يعمل منذ فترة طويلة في أفريقيا، ولاجظ أنّ المبشّرين كانوا مدعوّين ليلبّوا الحاجات الأساسية للناس: “الحاجة الكبيرة لله، العطش الأسمى”. لهذا السبب، إنّ المسلمين في الشرق يقومون بالكثير من التبشير لأنّهم يعلمون على الفور وببساطة أن يعبدوا الله.
كرامة العبادة
تابع الواعظ: “نحن المسيحيين نملك صورة مغايرة عن الله: إله المحبة المتناهية، قبل أن يكون قدرة لامتناهية. وفسّر الواعظ أنّ العبادة في العهد القديم كانت موجَّهَة إلى ملاك أو ملك؛ وأما في العهد الجديد، فعلى العكس، في كل ّمرة كانوا يحاولون أن يعبدوا أحدًا آخر غير الله وشخص المسيح، كان يأتي الردّ على الفور: “لا تقم بذلك، ليس علينا أن نعبد أحدًا سوى الله وحده”.
فعل عبادة بامتياز
فسّر الأب كانتالاميسا أنّ العبادة هي الفعل الديني الوحيد الذي لا يمكن تقديمه لأي شخص في الكون سوى الله، ولا حتى للعذراء القديسة. “هنا تكمن كرامته وقوّته الفريدة”. وبالتالي، لتمييز الموقف الخارجي المقابل للعبادة، نفضّل ثني الركبة، السجود. وهذه الإيماءة هي محصورة بالله. يمكننا أن نركع أمام أيقونة للعذراء مريم إنما نحن نسجد ليسوع المسيح أو للقربان المقدّس.
العظمة الإلهية
إلى جانب ذلك، يمكن التحضير للسجود بتأمّل عميق وينتهي بنية تكون “مثل البرق في الليل”. وهنا نتحدّث عن تصوّر عظمة وجلال الله وفي الوقت نفسه صلاحه وحضوره الذي يقطع الأنفاس.
نشيد صمت
يظهر الصمت بامتياز كتعبير عن العبادة وهو أكثر فعالية من أي كلمة. عندما تكون كلّ الحواس منغمسة بالصمت الهائل، تصبح الذكريات قديمة ولا يبقى سوى العبادة، ذاكرًا أحد آباء الصحراء. في الختام، العبادة تعني بحسب القديس غريغوريوس النازيانزي رفع “نشيد صمت” لله. وكما عندما يتسلّق المرء الجبل العالي، يصبح الهواء خفيفًا، هكذا عندما نقترب شيئًا فشيئًا من الله، تُختصَر الكلمات حتى تخرس ونتّحد به بصمت. العبادة هي الاستسلام والقبول وترك الله يكون إلهًا”.