إخوتي الأحباء،
بعد تأملنا، باليوم الأول، ب”الجليل” أي الماضي الذي كنا نعيشه، أو إذا كنا ما زلنا في الجليل.
وفي اليوم الثاني باللقاء بيسوع المسيح، لحظة الدعوة، أو إذا كنا لم ننتبه بعد للقائه أو لصوته.
نتوقف في اليوم الثالث لنتأمل معاً، “بالشهر العسل الروحي” الذي يبدأ من بعد كل لقاء مع يسوع المسيح.
من بعد ما زار يسوع كل واحد من تلاميذه في واقعهم في “الجليل” الخاص بكل واحد، ومن بعد ما أخذ المبادرة لدعوتهم، لبّى التلاميذ الدعوة بفرح كبير، وبزخم كبير وقد تركوا وتخلّوا عن أمور كثيرة ليكونوا معه، عملهم اليومي، أو مال، أو أغراض، أو أشخاص…
عاشوا مع يسوع “شهر عسل روحي رائع جدا” يتنعمون كل يوم بنعمه، يرون كل يوم أعاجيبه، يتغذون من كلامه، يرتاحون بين نظراته الحنونة، حالة “عشق وغرام” لشخص المسيح، ويخبرون كل من يلتقونه على الطريق عن هذا الحبيب، وكل واحد بدأ يرسم أحلامه الخاصة مع هذا الحبيب…
في هذا اليوم، أدعوك يا أخي الإنسان أن تتوقف للحظات، وتدخل إلى ذاتك وتتأمل “بالشهر العسل الروحي” الذي عشته يوم دعاك ويوم تبعته:
- إذا كنت من الناس الذين غادروا الجليل، لأنه تمّ اللقاء معه: أرجوك توقف للحظة وتأمل “بالشهر العسل الروحي”. ماذا تركت من أجله؟ عن ماذا تخليت؟ كم من الأمور أو الأشخاص ضحيّت بهم من أجله؟ النعم الذي كنت تعيشها معه يومياً؟ صفّ الفرح الداخلي؟ الأعاجيب التي رأيتها من خلاله؟ لمن بدأت بالتكلم عن هذا الحبيب؟ من كان لك أنذاك؟ كيف توصف حالة العشق والجنون مع هذا الحبيب؟ كيف توصف الوقت والحالة التي كنت تعيشها في شهر العسل؟
لا تنسى أن تكتب ذلك على ورقة، وأن توصف هذا “الشهر العسل الروحي” بالتفاصيل المملة.
- أما إذا كنت من الناس التي لم تغادر الجليل بعد، لأنه لم يتم اللقاء معه أو لأنك رفضت صوته؟ لا تتأخر عن التعبير عن حبّك له؟ هو حبيب يعشق بجنون إلى درجة أن حبّه يهبك فرح وسلام لم تذوقهما بحياتك! معه ستعيش أيام ستتمنى لو أن الوقت يتوقف عندها ولا تنتهي أبداً! لا تخف أن تتخلى من أجله! هو أكرم منك، يعوّض عليك أضعاف! لا تتمسك بما حولك ولا تسمح لأي شيء أن يعيق إتّباعك له! ما زال يقرع بابك! هيا يا أخي هيا، إنه يدعوك قم من الموت! همّه الوحيد أنت!
ولا تنسى أن تدوّن كل ما تأملت به.
فليبارككم الله جميعاً.
ليلة مباركة.