“إنّ المؤتمر اليهودي العالمي متضامن مع الشعب الفرنسي والكنيسة الكاثوليكيّة”: مِن بين رسائل التضامن حيال حريق نوتردام ومَن يبكون المأساة، سواء كانوا مؤمنين أو لا، وبين رسالة كن فوليت ورسائل بطاركة الشرق، برزت رسالتان صدرتا عن مرجع يهوديّ ومرجع مُسلم، بناء على ما كتبته الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت.
وإن قال رئيس أساقفة باريس أنّ الرسالة الأخيرة بلغته من الحاخام الفرنسي حاييم كورسيا، فإنّها أيضاً رسالة تضامن مكتوبة باسم الجماعات اليهوديّة الموجودة في أكثر من مئة بلد في العالم، تكلّم فيها رئيس المؤتمر رونالد س. لاودر عن “صدمة لا يمكن تخيّلها وعن ضربة لقلب باريس”.
وأضاف: “بقيت نوتردام طوال قرون شامخة كأيقونة لا يمكن تقليدها، وكرمز عن حضارة البلاد وتاريخها. نصلّي… كي تحصل إعادة الترميم بسرعة لتتمكّن الكاتدرائيّة من استعادة مكانتها الرمزيّة”.
أمّا الرسالة الثانية البارزة فهي رسالة إمام الأزهر الشيخ أحمد محمد الطيب الذي عبّر عن قُربه، تماماً كما عبّر “مسجد باريس الكبير” عن حزنه أيضاً حيال الحريق، وذلك ضمن تغريدة نُشِرت بالعربيّة والفرنسيّة والإنكليزيّة: “أشعر بالحزن تجاه حريق نوتردام في باريس، هذه التحفة المعماريّة التاريخيّة. قلوبنا مع إخواننا في فرنسا، لهم منّا كل الدعم”.
في السياق عينه، أكّد الفاتيكان البارحة في 16 نيسان 2019 تبادل اتّصال هاتفيّ بين البابا فرنسيس والرئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون، ضمن إعلان من الناطق باسم الكرسي الرسولي أليساندرو جيسوتي. وقد “عبّر الحبر الأعظم خلال هذا التبادل عن تضامنه مع الشعب الفرنسيّ غداة الحريق الذي التهم كاتدرائيّة نوتردام في باريس”.
كما ووجّه البابا فرنسيس رسالة بالفرنسيّة لرئيس أساقفة باريس المونسنيور ميشال أوبيتي، وهي رسالة نشرها الكرسي الرسولي، كرّر فيها الأب الأقدس حزنه وقُربه الروحيّ من الجميع، مُحيّياً شجاعة وجهود رجال الإطفاء، ومُبارِكاً الأساقفة والمؤمنين والسكّان.
من ناحيته، أعلن رئيس أساقفة باريس المونسنيور ميشال أوبيتي – مُقتبساً أشعيا النبي “عزّوا، عزّوا شعبي، يقول الرب إلهكم” (أش 40، 1) – أنّ قدّاس تبريك الزيت، الذي وجب أن يُقام في الكاتدرائيّة المحترقة، سيُقام في كنيسة سان سولبيس مساء الأربعاء في السادسة والنصف، داعياً مؤمني باريس للتعبير عن وحدتهم وثقتهم في المستقبل ومُضيفاً: “نشعر أنّه لن يكون علينا فقط أن نُعيد بناء كاتدرائيّتنا، بل كنيستنا التي جُرِح وجهها”.
ثمّ اقترح على أصحاب الإرادة الحسنة أن يضعوا على نوافذهم ليلة عيد الفصح شموعاً، “بما أنّ النور يُضيء الظلمات، والحياة تتغلّب على الموت”.