١– في صغرِكَ حملْتَ غصنَ زيتون وأشعلتَ شمعةً عسلية وعقدْتَ شريطا” قرمزيا
هذه ترمز إلى النور العظيم الذي أشرق في الظلمة، إلى سلام الدهر الآتي، فداءً إلهيا”، خلاصا” أبدياً…
قررتَ أن تصعد إلى أورشليم مع الجمهور
وأن ترنّم معهم مزاميرَ المصاعد الخمسة عشر
على كلّ درجة مزمور …
لكنّك ولجهلك، أردتَ أن تختصر المسار، فاستعجلتَ لتدخُلَ مع المتهلّلين إلى أورشليم، المدينة البهية !
خلعْتَ رداءك وفرشتَه مع المخمل الذي عندك لاستقبال الملك المنتظر.
قلتَ: وما ضركِ يا نفسي أن تحذي حذو أترابك؟
ولكن قلبكَ بقي ممتلئاً منفوخاً من حب ذاتك …
٢– ها إن الملك آتٍ راكباَ على جحش ابن أتان
آه جماله جمال فتّان !
لذلك أنشد المرنم قائلاً: “أنتَ أبرع جمالاً من بني البشر. انسكبت النعمة على شفتيك، لذلك باركك الله إلى الأبد. “
تقلًّد سيفك على فخذك أيها الجبار، جلالك وبهاءك. وبجلالك اقتحم… “(مز٤٥/ ٢- ٤)
لكنّك تتفاجأ، يدخل الملك ليُصلَب ! وهل يُعقل؟
يا للعار! إنّه ملكٌ مصلوبٌ مهانٌ، مرذولٌ، مستضعف، بلا كرامة، مبصوق عليه، متألم ومجروح…
سألتَه: “ما بالُ لباسك محمر، وثيابك كدائس المعصرة؟ “
أجابك :«قد دستُ المعصرة وحدي، ومن الشعوب لم يكن معي أحد. فدستهم بغضبي، ووطئتهم بغيظي. فرش عصيرهم على ثيابي، فلطخت كل ملابسي.” (أش٦٣/ ٢- )
إنّه هو نفسه الملك الراكب على الفرس الأبيض، ذاك “المتسربل بثوب مغموس بدم، ويدعى اسمه “كلمة الله” “ومن فمه يخرج سيف ماض لكي يضرب به الأمم. وهو سيرعاهم بعصا من حديد، وهو يدوس معصرة خمر سخط وغضب الله القادر على كل شيء. “(رؤ١٩/ ١٣- ١٥)
هذا الملك المصلوب يتحدّى عقلك وفهمك،
لذلك قررتَ اختزال كل المراحل وتخطّي وصاياه الإلهية والدخول خلسةً، بحسب مشيئتك، من الأبواب الخلفية !
٣– “طوبى للذين يصنعون وصاياه لكي يكون سلطانهم على شجرة الحياة، ويدخلوا من الأبواب إلى المدينة، (رؤ ٢٢/ ١٤)
الباب الملوكي هو الطاعة للوصايا الإلهية.
لا يمكنك الدخول إلى أورشليم والصعود إلى الهيكل وترنيم مزامير المصاعد (١٢٠ إلى ١٣٤) قبل أن تحفظ مزمور “الكلمة”(١١٩). يعني لا يمكنك أن تتنقى وتتطهّر وتعاين مجد الله، قبل أن تتوب و تطيع الوصية!
“طوبى للكاملين طريقا، السالكين في شريعة الرب.
أنتَ أوصيت بوصاياك أن تحفظ تماما. (مزمور ١١٩/ ١و ٤)
٤– لا تستطيع أن تدخل أورشليم بطرقك الخاصة وبحسب مشيئتك
“إن أراد أحد أن يأتي ورائي فليُنكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني”
“فإنّ من أراد أن يخلّص نفسه يُهلكها، ومن يهلك نفسه من أجلي يجدها”(مت16/ 24-25)
ليس بامكانك معاينة المسيح القائم والممجّد إن لم تعْشقهُ متألماً مصلوباً !
لأنّه لا يمكنك تجزئة المسيح. إنّ الكلمة المتجّسد، إنسان حقّ وإلهٌ حق !
لا يمكنك تخطي حواجزاً ثلاث: الطبيعة والخطيئة والموت !
وحده ملك المجد يتخطّى طبيعتك المحدودة وخطيئتك المتجذّرة فيك وينتصر على موتك الحتمي!
وحده ملك المجد، “الرب القدير الجبار الجبار في القتال”(مز24/ 8) قادرٌ أن يرفع الأبواب الدهرية ويخلصك !
٥– إن لم تمتْ حبّة الحنطة … بقيتْ وحدها بلا ثمر.
لن تقوم مع المسيح إنْ لم تصلب أهواءك وشهواتك وتطيع الكلمة وتموت عن مشيئتك !
لن يتدحرج حجر قبرك، إن لم يتفجّر حبّ المسيح فيك !
إعشقِ المسيحَ المصلوب حتى تتهلّل بالمسيح القائم والممجّد
وتصرخ قائلا: “بكل قلبي طلبتك. لا تضلني عن وصاياك.”(مزمور ١١٩ / ١٠)
لتكن مشيئتك !
موتُك يا إلهي الحبيب، صار حياتي!
المسيح قام حقاً قام !
يا فرحي !