يخبر الأب رولهايزر عن امرأة شابة كان يعرفها، كطالبة جامعية. سقطت في اكتئاب شديد وحاولت الانتحار. أسرتها، مندهشة بما حدث، تحلّقت حولها. لقد أحضروها إلى المنزل وحاولوا خلال أشهر تزويدها بكل الدعم المعنوي و النفسي…. جربوا كل شيء، لكنهم لم يتمكنوا من اختراق الهوة المظلمة التي انحدرت إليها.
بعد أربعة أشهر، للأسف نجحت محاولتها الأخيرة في قتل نفسها. لقد نزلت إلى جحيم خاص لم يعد بإمكانه أحد من هذا الجانب إختراقه. كانت عاجزة عن فتح أبواب روحها للحصول على المساعدة. ليس بالضرورة أن يكون سبب اكتئابها خطأها، فغالباً ما يدخل الإنسان – قهراً- في شلل مماثل … كلنا نعرف أمثلة حيّة…
ثم يشير الأب الى باب رجاء:
“نزل إلى الجحيم”
عبارة ترد في قانون إيمان الرسل.
هذه العبارة هي، بلا شك، من المسائل الأكثر تعزية في إيماننا: فهي تخبرنا أن الرب ينحدر الى “جحيمنا” : هناك حيث لا نعود سوى ظلال أنفسنا لا نستطيع الى الحياة سبيلاً، يقتحم الرب الأبواب العنيدة ويفتح المجال بقيامته لحياةٍ جديدة.
اليوم، سبت النور، بصمت نتأمل عظمة المحبة المتألمة التي لا تتركنا في أشكال الموت، الشيول، أو الجحيم …. في إكتئابنا، والمرارة التي قد نقع فيها بصورة غير قابلة للشفاء، في عجزنا في إدمان مدمر أو في جرحاتنا العميقة…. لا تتركنا بل تنحني علينا وفي وسط الظلمة يسطع نور ذراع الرب القوية … فهلّم نمسك بها و نكون إمتداداً لها!!!