Résurrection, Fra Angelico © Museo San Marco, Florence

اليوم السابع من الرياضة الروحيّة: القيامة، ولادة جديدة وعودة إلى الجليل

سلسلة تأمّلات من اثنين الآلام حتّى أحد القيامة

Share this Entry

إخوتي الأحباء، في اليوم السابع نتوقّف لنتأمّل بالقيامة، ومع هذا اليوم تنتهي مسيرتنا الروحية التي بدأت من الجليل وإنتهت بالعودة إلى الجليل.

في اليوم الأول، “الجليل” أي حياتنا قبل المسيح.

في اليوم الثاني، “اللقاء، فدعوة” أي لحظة لقائنا بالمسيح وكيف تبعناه وكيف تخلّينا عن أمور عديدة.

في اليوم الثالث، “شهر العسل الروحي” الذي نعيشه بقربنا من المسيح.

في اليوم الرابع، “خيبة الأمل، فخيانة” أي كيف بدأت أحلامنا تتلاشى لأنها تختلف عن أحلام الله.

في اليوم الخامس، “لا بدّ من الصليب”، أمام أحلامنا الأرضيّة وأحلام الرب، لا بدّ من الإختيار. وهنا يتمّ حمل الصليب الذي عليه تموت كل مشاعرنا الخاصة وأحلامنا الأرضية لتنتصر إرادة الرب.

في اليوم السادس، “الجلجلة”، وهنا تأمّلنا بآلام جلجلتنا وكيف تتمّ؟ صعوباتها! وإلخ.

أمّا في اليوم السابع، فسنتوقّف لنتأمّل بالقيامة، وكيفية حدوثها في حياتنا؟

أخي الإنسان، أدعوك في هذا اليوم، لأن تقف وقفة ضمير أمام ذاتك، وأمام الله، وأن تعمل جاهداً لدخول القيامة مع الرب يسوع:

– الخطوة الأولى: تابع المسيرة نحو الصليب، حتى لو لم تشعر بوجود الله في حياتك أو حتى لو شعرت بأن ّكل الناس تركتك، لأنه لأمر طبيعي أمام الألم، أن تشعر بأن الله ليس معك. فليكن لك الرجاء بأنه هو بقربك أو بالأحرى هو يحملك بين ذراعيه.

– الخطوة الثانية: تابع المسيرة نحو الصليب، حتى لو أنّ الأمور بالنسبة لك غامضة، قد لا تفهم ماذا يحدث؟ ربما لن تفهم لماذا تتألم؟ لماذا تحدث هذه الأمور كلّها معك؟ بالرغم من كلّ ذلك فليكن لك الرجاء وتابع المسيرة معه.

– الخطوة الثالثة: تابع المسيرة نحو الصليب، حتى لو شعرت بأنّ الصليب ثقيل جداً عليك، حتى لو شعرت بأن ّكل المصاعب تأتي مع بعضها البعض، فليكن لك الرجاء بأنّ الصليب هو على قدر طاقتك. أنت قادر أن تحمله، ولا تقلق لن يتركك وحيداً، سيرسل إليك سمعان القيرواني.

– الخطوة الرابعة: قد ترى بأنّ طرق الرب جنونية، بالرغم من ذلك تابع المسيرة عليها. قد ترى بأنك ستدخل إلى نفق الموت، بالرغم من ذلك، إدخل. قد ترى بأنّ الرب يطلب منك أموراً لا تحبّ القيام بها، أو التخلّي عن مبادئ أو قرارات، أو التخلّي عن أسلحة معيّنة كانت ذاتك تدافع بها ضدّ الناس. لا تخف أن ترمي أسلحتك أمامه.

– الخطوة الخامسة: مع كل هذا الألم، ومع كل هذه الصعوبات، ستصل إلى لحظة ما وتصرخ صرخة عظيمة جدّاً، صرخة “قد تمّ كل شيء”، وتستيقظ صباحاً فتجد نفسك بحلّة جديدة.

إخوتي الأحباء، المطلوب أمر واحد، أن تسير إلى الأمام، أن تصلّي إلى الرب وتتوكّل عليه، وأن تثق به ثقة عمياء. والسؤال الأكبر: ما مفاعيل القيامة ستكون في حياتك؟

فرح كبير جداً في قلبك، وسلام لم تشعر به من قبل، نظرة جديدة للحياة، قوّة تبشيرية ليس لها حدود، فِهْمٌ عميق للكتاب المقدس، أصدقاء جدد قياميين، عودة إلى حياتك اليومية، عودة إلى الجليل، ولكن بأسلوب جديد، بنظرة جديدة حيث لا تعوقك المشاكل بل أنت تحطّمها، العواصف لا تغرق قاربك بل تتكسّر عند أقدامك، التحرّر من المشاعر التي كانت تقتلك.

أخي بالمسيح، لا تنسَ المسيح قام، حقاً قام، ونحن قادرون على القيامة معه، فاسمح له أن يعمل بك.

المسيح قام، حقاً قام.

ونحن شهود على ذلك. آمين.

Share this Entry

الخوري سامر الياس

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير