في فصح العام 1949، كان البابا بيّوس الثاني عشر البابا الأوّل الذي يظهر على شاشات التلفزة ليتحدّث باللغة الفرنسية إلى المؤمنين يوم عيد الفصح ويمنح بركته ويشدّد على أنّ عيني خليفة بطرس يمكنهما أن يلتقيا بعيون المؤمنين من خلال هذه الوسيلة الجديدة من التواصل.
إنه البابا فرنسيس مَن ذَكَر هذا الحدث الفريد يوم عيد الفصح مشجّعًا على “التواصل” وعدم “الاتّصال” فحسب عبر الوسائل التقنيّة المتوافرة حاليًا: “أستغنم هذه الفرصة لأشجّع الجماعات المسيحية على استخدام هذه الوسائل المتاحة لهم لإعلان البشرى السارة ألا وهي قيامة المسيح من بين الأموات والتواصل معًا وعدم الاكتفاء بالاتّصال فحسب”.
وكان قد ذكر البابا بيّوس الثاني عشر انتصار المسيح القائم من بين الأموات بهذه العبارات: “مهما كانت ذكريات الألم الماضي، والمعاناة الحاليّة والتهديدات بالمستقبل، يذكّر عيد الفصح كلّ عام كلّ من يبكون ويجزعون بأنّ المسيح الذي مات ودُفن قد قام من بين الأموات وانتصر على الموت، ومن الصواب أن يتبادل المسيحيون أمنيات عيد الفصح بالإيمان والرجاء”.
بالنسبة إلى البابا بيّوس الثاني عشر، إنّ البابويّة وجدت في هذه الوسيلة الجديدة إمكانية ملاقاة الحشود الكبيرة من المؤمنين: “يُقال بإنّ البابوية ماتت، إنما يمكننا من الآن فصاعدًا رؤية الحشود التي تتوافد بكثرة من كلّ حدب وصوب من ساحة القديس بطرس حتى تحصل على بركة البابا؛ يُقال بإنّ الكنيسة لم تعد مهمّة، إنما من خلال التلفاز يمكننا أن نرى بأنّها مجيدة أو مضطهَدة”.
وتابع البابا بيّوس الثاني ليشير إلى أنّ التلفاز هو في خدمة المحرومين والمرضى والمسنّين والمساجين والبرص، أينما كان حيث يتألّم الجسد ويئنّ القلب وتعاني الروح”.