مريم هي الأم …
مريم هي الأمّ التّي تحبّ، وتعطي… تمسك بأيدينا، لنعبر نحو فرح وحيدها…
هي الأمّ الّتي تجثو أمامها نظراتنا، هي الّتي هدت نفس “أبونا يعقوب” فلم يخطُ خطوةً، ولم يخطَّ كلمة، إلّا وكانت هي نور فكره، لأنّها الحانية عليه حنوّ الأمّ القدّيسة على أبنائها…
اعتبر”أبونا يعقوب”السيّدة العذراء وسيلة لولوج قلب ابنها يسوع. تمسّك بالمسبحة، وتمتم ما خالج نفسه من ذوبانٍ في حبّ المصلوب… دعانا إلى التماس شفاعتها قائلًا:
“انظروا أولادي إلى مريم قبل مباشرة أعمالكم، تلهمكم بما هو حسن.
انظروا إليها في أفراحكم، لتقدّسوها نظيرها،
انظروا إليها في أشغالكم، لتقتدوا باجتهادها،
انظروا إليها في مصائبكم، لتحتملوا نظيرها.”
كرّم أبونا يعقوب مريم، فمنها تجسّدت كلمة الله …شيّد لها الكنائس ، إيمانه تخطّاه لينتقل إلى الآخرين من خلال طلباته، فقد كان يزرع حبّ مريم في قلب بناته الرّاهبات…
كان يؤمن أنّ تكريم السّيّدة العذراء يقيه من كلّ انحراف. هي العين السّاهرة دومًا، والمستجيبة لكلّ طلباته، والصّاغية إلى صلاته، تنجّيه من الشّدائد، والصّعوبات .
أبى أبونا يعقوب أن تفارقه أمّه السّماويّة، حتّى لحظة مماته، وأوصى أن تضمّ صورتَها يداه في نعشه،لأنّه مدركٌ أنّها حمايته، ووالدته التّي ستوصله إلى ابنها الحبيب…
دعانا أن نتمسّك بالسّبحة، وأن نصلّي … أن نسلّم على مريم، ونطلب منها…إنّها تصلّي من أجلنا …
ليتنا نبدأ نهارنا ، بالسّلام المريميّ… ليتنا نلقي على السّيّدة العذراء، تحيّتنا المسائيّة…
يكفينا أن ننظر إلى سحر عينيها، ونصغي إلى قلبها الخافق، لننعم بفرحٍ لا يوصف…
ليتنا نقدّم ما في قلوبنا هديّة إلى مريم، نهمس أمنياتنا وشكرنا، من قلبنا إلى قلبها الطّاهر.
فلنطلب شفاعتها دومًا، هي في انتظارنا …إنّها الأمّ القدّيسة الّتي ستطلب من وحيدها أن ينعم علينا ببركاته المقدّسة.