“إن اقتلعنا جذور شجرة، ستموت”: هذا ما أشار إليه البابا فرنسيس أمام 1500 شاب مقدونيّ التقاهم في سكوبييه البارحة في 7 أيار، بحسب ما ورد في مقال أعدّته الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت.
مُتطرِّقاً إلى تاريخ شعب أميركا الأصيل الذي استبدل ذَهَبه بالزجاج الملوّن “الذي كان خالياً من أيّ قيمة”، حثّ الأب الأقدس سامعيه على الدفاع عن أنفسهم من “الاستعمار الإيديولوجيّ”، عبر اللجوء إلى حكمة الأكبر سنّاً، مُصرّاً على جملة: “لا يمكن أبداً أن تكون أحلامنا كثيرة”.
في التفاصيل، التقى الحبر الأعظم بشباب من مختلف الطوائف المسيحيّة والديانات، في حديقة المركز الرعويّ في عاصمة مقدونيا.
وضمن كلمة ارتجلها، قال البابا على مسامع الحاضرين: “إنّ أجمل الأحلام تتحقّق برجاء وصبر وجهود، مع الابتعاد عن الاستعجال… لكن يجب ألّا نخشى المراهنة وارتكاب الأخطاء، فيما يجب أن نخاف من العيش مُقعَدين كالأموات في الحياة، متحوِّلين إلى أشخاص لا يعيشون لأنّهم لا يودّون المخاطرة. ومَن لا يُخاطر هو ميت… لا تدعوا أحداً يسلبكم الرجاء، ولا تخافوا مِن أن تصبحوا مُحقّقي أحلام ورجاء”.
ثمّ نصح البابا الشباب بأن يحلموا “مع الآخر وليس ضدّه” مُضيفاً: “لا تسيطروا أبداً على الآخر، بل شاركوه، وهذه هي فرحة السير معاً”.
في الختام، صلّى البابا مع شباب مقدونيا كلمات الأمّ تريزا، وهذا نصّها:
يا رب، أتريد يديّ لتمضية هذا النهار في مساعدة الفقراء والمرضى الذين هم بحاجة إلى ذلك؟
يا رب، أعطيك اليوم يديّ.
يا رب، أتريد رجليَّ لتمضية هذا النهار في زيارة مَن هم بحاجة إلى الزيارة؟
يا رب، أعطيك اليوم رجلَيَّ.
يا رب، أتريد صوتي لتمضية هذا النهار بمخاطبة مَن هم بحاجة إلى كلمات الحبّ؟
يا رب، أعطيك اليوم صوتي.
يا رب، أتريد قلبي لتمضية هذا النهار في حبّ كلّ إنسان، فقط لأنّه إنسان؟
يا رب، أعطيك اليوم قلبي.